سرطان الثدي بين الوقاية والعلاج

 

يعج شهر اكتوبر بالاعلانات والحملات من اجل توعية النساء عن سرطان الثدي, الامر الذي ادى الى وعي اكبر للموضوع في الوسط العربي في الفترة الاخيرة, فنسبة الاقبال للفحوصات قد اصبحت اكبر من ذي قبل وهذا ما يحثنا على الاستمرار بمثل هذه الحملات والمقالات, لذلك نعود اليوم من هذا المنبر لنتكلم مرة اخرى عن المرض لتذكير النساء بهذا الموضوع المهم.

ليالي ابو الهيجا- ممرضة منسقة لصحة الثدي في مشفى رمبام افادتنا بالمعلومات الآتية:

سرطان الثدي:هو عبارة عن ورم سرطاني في منطقة الثدي, غالبا ما يصيب النساء وفي بعض الحالات النادرة يمكن ان يصيب الرجال, فمن كل 100 رجل هناك رجل واحد مصاب, بالمقابل عند النساء تصاب امرأة من كل 8.

انواع المرض: 1) الكيسات في الثدي 2) الورم الغدي الليفي 3) ورم حليمي داخل القنوات الموجودة في الثدي. وطبعا كل حالة لها العلاج الخاص بها.

من الجدير بالذكر انه في اسرائيل تُشخص 4500 حالة جديدة مصابة  بسرطان الثدي في كل سنة, والجديد في الموضوع هو ظهور المرض لدى نساء في جيل صغير (25-29). ومن المهم معرفة بأن سرطان الثدي هو مسبب الموت الاكثر انتشارا من بين امراض السرطان, لذلك من الضروري ان تكون كل امرأة على علم بكافة المعلومات عنه وإتباع الفحوصات السنوية.

اسباب زيادة المرض

مع تطور وتقدم التكنولوجيا تغيرت حياة الانسان وأولوياته, وان ذلك كان سببا في انتشار بعض الامراض ومنها امراض السرطان, وسرطان الثدي طبعا يُدرج في هذه القائمة, فمثلا الغذاء الصناعي والسريع هو احد الاسباب لعدم التوازن في الجسم والذي يمكن ان يضر كثيرا عليه ويسبب امراض عديدة, وخاصة ان كان هناك قلة في الرياضة, فذلك يزيد الامر سوءا ويسبب السمنة الزائدة, وهذه اسباب كافية ليكون الجسم في حالة خطر للاصابة بمرض السرطان! اضافة الى ذلك, ان استهلاك الكحول والتدخين امور قد تسبب ايضا مرض السرطان.

عند حدوث تغيرات فسيولوجية عند المرأة مثل دخولها في الدورة الشهرية, يُفرز بالجسم هورمون يُدعى الاستروجين, ان انكشاف جسم المرأة لهذا الهورمون بشكل اكبر يشكل خطرا اكبر على حياتها, حيث ان الخلايا السرطانية تتعذى عليه, فكلما كان متواجدا بالجسم لمدة اطول من حياة المرأة, هناك احتمال اكثر للاصابة بالمرض, وان هذا يكون في الحالات التالية:

·  الدورة الشهرية في جيل مبكر (قبل جيل ١١سنة)

·  النساء اللواتي يدخلن جيل الشيخوخة- انقطاع الطمث- في جيل متأخر اي بعد سن 55. 

·  الولادة بجيل متأخر: الاستطلاعات اظهرت بان النساء اللواتي انجبن بجيل متأخر لديهن عرضة اكثر للمرض

·  وطبعا للجيل حقه, فكلما كبرت المرأة هناك نسبة اكبر للمرض.

ان عامل الوراثة قد يكون سببا كبيرا للإصابة في سرطان الثدي, ان هذا الموضوع بقيد البحث في الوقت الحالي, وحتى الان لم يعرف الجين المسؤول عن ذلك في الوسط العربي, ويعتبر هذا الامر اقل من الفئات الاخرى من المجتمع.

للحماية من المرض ولتقليص اسبابه

ان نمط الحياة الصحي مهم جدا لصحة الانسان ولتقليل الامراض, حتى اذا كان مرض السرطان. فبعض مسببات المرض يمكن السيطرة عليها, منعها وتفاديها: فالرياضة على سبيل المثال مهمة جدا في حياة الانسان, حيث تعمل على توازن الجسم وحرق الدهون فيه, الامر الذي يخفف من العرضة للسمنة الزائدة وذلك بالتالي يقلل من خطر الاصابة بمرض سرطان الثدي, علاوة على ذلك, ان الغذاء الصحيح والمتوازن يعمل على افادة الجسم وحمايته من المرض. 

بما  ان تعرض الجسم لهورمون الاستروجين بشكل اكبر يشكل خطر اكبر كما ذكرنا سابقا, فالحمل والرضاعة يُعتبران عاملان لتقليص الخطر, حيث ان الاستروحين يتواجد بشكل اقل في هذه الفترات.

الاكتشاف المبكر للمرض

ان الفحوصات الدائمة هو اهم النقاط التي يجب اتباعها للحماية او لتقليص المرض, فالاحصائيات تظهر ان الاصابة في المرض اصبحت تُعرف بوقت ابكر نتيجة الحملات التي تعمل على توعية الجمهور.

مهم جد ان نعرف بأن الفحوصات المبكرة تنقذ الحياة وتغير الكثير من طرق العلاج والتأقلم مع المرض, ذلك يبدأ من الفحص الذاتي, فيجب دائما على المرأة ان تفحص نفسها بنفسها بعد اسبوع من نهاية الدورة الشهرية, وكل امر غير طبيعي في الجسم سواء في الثدي او تحت الاباط احيانا او حتى في البطن, يجب اتباعه عن طريق طبيب مختص.

فحص المموغرافيا (فحص الكشف عن سرطان الثدي) يجب ان يكون من جيل ٥٠ وما فوق كل سنتين, اما عن النساء الموجودات في حالة خطر وهناك نسبة اكبر لاصابتهن في السرطان بسبب العوامل التي ذًكرت سابقا, يجب عليهن الفحص مرة في كل سنة.

العلاج

ان العلاج يكون بحسب المرحلة التي عُرف فيها المرض, فالكشف المبكر كما ذكرنا سابقا يساعد جدا في علاج المرض, يبدأ العلاج بالمرأة نفسها, فاذا شعرت بكتلة في الصدر يجب ان تذهب فورا للطبيب المختص وليس لطبيب العائلة.

كل حالة مرض لها العلاج الخاص بها, فالجيل ونمط الحياة عاملان مهمان لطريقة العلاج ولمدته. وللمحافظة على انوثة المرأة ولعدم شعورها بأن لديها نقص معين في جسدها تمر الكثير منهن بجراحة تجميلية بعد العلاج من المرض وعملية الاستئصال. وكما فادتنا "ليندا هاشم"- ممرضة في قسم الجراحة التجميلية للثدي من مشفى رمبام: " عادة يقوم الاطباء باستئصال الورم واعادة البناء للثدي في نفس العملية لكي لا تشعر المرأة بأي تغيير في جسدها. الاستئصال لا يكون دائما لكل الثدي, ففي بعض الحالات هناك استئصال للورم فقط اذا كان غير متطور وموضعي. قبل العملية نعمل على تحضيرات مسبقة للمريضة بشكل مفصل جدا, فتكون على دراية كبيرة في الحالة والوضع الموجودة به ونهتم بها بشكل كبير جدا, ولا تُترك ابدا بدون فهم اي مرحلة من العلاج".






loader
 
قـلوبنا معك غـزة