أشجار كهرباء في غزة !!

 

 

 

 

تحتفل دول العالم بأعياد الميلاد بطرقٍ شتَّى، فهناك دولٌ تنجح في جعْل عقارب ثواني الساعات، في بدايات الأول من يناير 2015 نقطةَ تحولٍ كُبرى في نفوس شعوبها، حينما تُتيح لهم فرصة التخلص من أشواك عامٍ مضى، لينتظروا حلولَ عام آتٍ، فهي تسمح لهم بأن يفرحوا، وتُشاركهم في الوقت نفسه!

وهناك دولٌ أخرى، ترشد أبناءها إلى وسائل الفرح ، وتصنعها لهم ليحتفلوا تحت رعايتها، بميلاد عامٍ جديد، وأفول عام مضى، فتوجههم إلى الساحات العامة، وتصنع لهم احتفالات وكرنفالات، حتى تحت ندف الثلوج والأمطار.

وهناك دولٌ أخرى تُبشِّر رعاياها بأحدث الابتكارات، وتمنحهم جرعات التفوق والتميز، وتُسهم في اكتشاف المواهب والابتكارات، وذلك بما تخترعه من آلات وأدوات تساعد على التقارب والتواصل والامتزاج، فدولٌ تَعِدُ رعاياها بأن تخترع لهم جهازَ كمبيوتر قابلا للطَيِّ، وأخرى تعدهم بجيل الأيفون السابع، وأخرى، تعدهم بحذاءٍ يشحنُ بطاريات هواتفهم المحمولة، ودولة رابعة تستعد لاختراع مصباح الليدات الاقتصادي العجيب ، وهو يعيش أربعين عاما!!

استفادت إسرائيل من تجارب العالم، ونشَّطت مخترعيها، ودعمتهم بمراكز الدراسات والأبحاث، وها هي تُطلق في العام الجديد ابتكارا جديدا أمام أبواب بيوت الفلسطينيين، والاختراع الجديد هو شجرة الكهرباء.

وشجرة الكهرباء التي تحمل على فروعها ألواحا شمسية لتوليد الطاقة الكهربية، في حديقة هانديف، بالقرب من جسر يعقوب، والشجرة تمنح الطاقة الكهربية مجانا، على مدار الساعة لتحلية وتبريد الماء، ولشحن الهواتف للمتنزهين، وهذه الشجرة الصغيرة ذات الأمتار الثلاثة تنتج سبعة كيلو وات من الكهرباء النقية، ويمكن زرعها في كل البيوت والساحات، وتستعد إسرائيل لبيع هذه التكنلوجيا إلى الصين وفرنسا!!

وبالمناسبة نفسها في غزة، فإن اليوم الأول من العام الجديد شهد تقليصا لساعات الكهرباء ، من ستة ساعات كل اثنتي عشرة ساعة، إلى أربع ساعات فقط!!

وللعلم ، فإن تربة غزة بعد أقل من عشرة سنوات ستصبح أكثر تربة في العالم تلوثا، بسبب البطاريات التالفة، البطاريات الجافة والسائلة، ومصانع الأسيد القاتل، وبسبب بقع الديزل الناجمة عن التسرب من الأنفاق والمستودعات والسيارات!

لم تُفلح تجارب الغزيين الطويلة في جعل عام 2015 عاما لتحدي الحصار بابتكارات جديدة صديقة للبيئة، مع العلم بأن في غزة من المبدعين أعدادا كبيرة، ينتظرون خلية تنظمهم وتجمع شملهم!

لم نتعلم بعد من تجاربنا الطويلة كيف نجعل العام الجديد فريدا، بكسر الحصار بالإبداعات!!

وليس مبالغةً حين نقول:

" إن انطلاق المبدعين في غزة، وازدهار الابداع ورعايته، عملٌ نضاليٌ بطوليٌ، لا يقل سموا ورفعة عن ألوان النضال الأخرى، بل إنه يُلائم الألفية الثالثة، ويغذي شعارنا الأزلي:

" نحن شعبٌ يُحبُ الحياة، ويُربِّي أبناءه على حُب الأمل والإبداع والعمل"



loader
 
قـلوبنا معك غـزة