كثر الحديث مؤخراً في الشارع الأردني حول سيناريوهات الأردن في إطلاق سراح طياره المأسور معاذ الكساسبة من "داعش" في محافظة الرقة السورية.

وقال الناطق باسم الحكومة الوزير محمد المومني إن القضية متابعة على أعلى المستويات والأصعدة كافة من خلال غرف عمليات عسكرية وأمنية بشكل "حثيث"، لكن "لا جديد حتى هذه اللحظات"، مشيراً إلى وجود اتصالات مع الحلفاء الدوليين والإقليميين لإنقاذ طياره.

من جهة أخرى، نقل رئيس ديوان أبناء الكرك عن رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور قوله إن "مفاوضات دولية بدأت لإنقاذ الكساسبة".

بدورها كشفت بعض وسائل إعلام أن عمّان بدأت مفاوضات سرية عبر أكثر من قناة لضمان الإفراج عن طيارها، ما يؤكده مراقبون سياسيون يرون أنه من الممكن أن تقوم مؤسسات أمنية أردنية قريبة من زنار النار في مفاوضات مباشرة مع التنظيم من أجل الوصول إلى حل واسترجاع الكساسبة.

هل تتم المقايضة؟

وتمتلك السلطات الأردنية قاعدة بيانات ضخمة عن الشخصيات المؤثرة والقيادية داخل التنظيم المتواجد في سوريا والعراق.

وفي هذا السياق، قال المحلل والمختص بالشؤون الإسلامية محمد أبو رمان لـ"العربية.نت" إن "السلطات حرصت منذ اللحظات الأولى في بناء سيناريوهات للتعامل مع أزمة أسر الطيار الكساسبة".

وبيّن أبو رمان أن "هناك استعدادا للأجهزة الأمنية لإجراء صفقة تبادل لعدد من السجناء التابعين لـ"داعش"، على غرار الصفقة التي عقدها الأردن بخصوص اختطاف السفير فواز العيطان في ليبيا سابقاً". ويتوقع أن نسبة نجاح فكرة الصفقة ضعيفة وليست راجحة من خلال متابعته صفحات التنظيم المتطرف على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن السيناريوهات المتوقعة والمثارة حالياً إعلامياً وفي الشارع الأردني هو اقتراحات بمبادلة الطيار الكساسبة بالعراقية ساجدة الريشاوي المسجونة في الأردن إثر تفجيرات فنادق عمّان عام 2005، والمحكوم عليها بالإعدام.

هل يشترط "داعش" انسحاب الأردن من التحالف؟

وتشير السيناريوهات وتحليلات المراقبين إلى أن هناك شكوكا حول مدى قبول التنظيم لهذه الصفقات، وإن قبل بها ستصل إلى طلب "داعش" من الأردن بالانسحاب من التحالف الدولي ضد أوكاره.

وكان الأردن أكد على لسان الناطق باسمه الوزير محمد المومني استمرار الأردن على حربه ضد الإرهاب رغم سقوط طائرة الكساسبة التابعة للتحالف الدولي وأسره على يد التنظيم، في حادثة يرى محللون أنها قد تؤدي إلى زيادة الضغوط الداخلية الداعية للانسحاب من هذا التحالف.

ويثير سقوط الطائرة الأردنية ﻣﺧﺎوف ﻣن اﺣﺗﻣﺎل سقوط طﯾﺎرﯾن ﺑرﯾطﺎﻧﯾﯾن وأﻣيرﻛﯾﯾن أﺛﻧﺎء تحليقهم ﻓوق اﻷراﺿﻲ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ لسيطرة التنظيم.

وهذه أول عملية سقوط لطائرة تابعة لقوات التحالف منذ أن شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في 23 سبتمبر الماضي أولى غاراتها على مواقع للمسلحين في سوريا.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة