"حمى النفاس" من أكثر الأمراض شيوعا بعد الولادة، تصيب فقط النساء اللواتي تعانين من مشكل صحي، حسب ما أكده الدكتور "خالفة كريم الدين" وهو طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد الذي ذكر أن نسبة 90% من الحالات التي تعاني من هذا المرض ترجع للإلتهابات.

أكد لنا الدكتور "خالفة" على أن ارتفاع درجة حرارة الأم في الأيام الأولى بعد الولادة من 37.5 إلى 39 درجة فما فوق هي حالة غير طبيعية، تستوجب على الفور زيارة الطبيب للبحث عن الأسباب بإجراء تحاليل مخبرية مستعجلة وفحص دقيق للأماكن التي لها علاقة بالولادة كالرحم، المهبل، الخياطة وغيرها، فربما هي "حمى النفاس" التي عادة ما تكون ناتجة عن الإلتهابات، تحدث خلال 24 إلى 48 ساعة بعد الولادة إذا كان الإلتهاب سريعا، ويمكن أن تحدث بعد أسبوع بارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها، لذلك يضيف محدثنا، مهم جدا للأم في هذه المرحلة أن تمتلك جهاز قياس درجة الحرارة مع ضرورة مراقبتها باستمرار .

وفي سياق متصل فنّد الدكتور "خالفة" الإشاعات المروجة في أوساط مجتمعنا لدى المسنات، أن الحمى بعد الولادة حالة طبيعية وهي "حمى الحليب" تصيب كل امرأة نافس، مشيرا إلى أن حمى الحليب حقيقة تصيب النافس لكن إذا كان الحليب مخزنا في الثدي وهي حمى خفيفة تحدث في اليوم الثالث أو الرابع بعد الولادة، وتدوم ليوم واحد فقط، ثم تزول بمجرد أخذ جرعة معينة من مسكن الآلام والحمى، أما إذا خرج الحليب وتمت الرضاعة الطبيعية فلا يكون لها وجود، لذلك يجب البحث عن السبب الرئيسي وعلى النافس ترك احتمال تجمع الحليب في الثدي آخر سبب لإصابتها بالحمى باعتبارها الأقل ضررا.

90% من الإصابات سببها الإلتهابات بأنواعها ودرجاتها

وعن مسببات "حمى النفاس" أقرّ الدكتور "خالفة" أن الإلتهابات بأنواعها ودرجاتها المختلفة مسؤولة عن 90% من الإصابات، سيما وأن جسم المرأة يكون ضعيفا طيلة مرحلة الحمل ويزداد ضعفا عند الولادة بسبب ضعف جهاز مناعتها مما يسهل انتشار الإلتهاب، مرجعا السبب الرئيسي إلى حالات الإلتهابات في الرحم، في الخياطة بعد الولادة القيصرية أو العادية، إلتهاب أو احتقان بالثديين إذا كان الحليب متجمعا مما يستوجب إخراجه، وفي هذه الحالة لا يجب إرضاعه للصبي لأنه سيتسبب له في مشاكل.

وقد تحدث "حمى النفاس" نتيجة عدم تعقيم مستلزمات التوليد بشكل جيد أو الولادة في ظروف غير صحية، كذلك الفحص المهبلي المتكرر أثناء المخاض، عدم تنظيف الرحم جيدا، وإهمال العناية بالنظافة الشخصية.

هذا وأشار الدكتور "خالفة" إلى وجود بعض الأعراض التي عادة ما تصاحب "حمى النفاس" وهي الشعور بآلام في البطن، الرحم، المهبل، وأحيانا تكون إفرازات مهبلية ملونة، أما إذا ازداد حجم الثدي وكان ينبعث منه ألم فهي حمى الحليب تزول مع الرضاعة،

مشدّدا على الأهمية القصوى لعلاج الإلتهاب داخل وخارج المهبل لتفادي المضاعفات الخطيرة أثناء الولادة كترهل العضلات وهشاشة بشرة المهبل، مما يسبب مشاكل كبيرة في الخياطة بعد الولادة الطبيعية حيث يصعب تثبيتها، كما أن النزيف لا يتوقف مما يعقد العملية ويجعل الجرح لا يشفى بسرعة.

كما يدعو الدكتور "خالفة" إلى عدم الإستخفاف بالحمى والإلتهابات أثناء الحمل وبعد الولادة، إذ يمكن أن تعرض الأم لمشاكل كانت في غنى عنها، جراء مضاعفاتها الخطيرة مستدلا بالحالات التي صادفها خلال مسيرته المهنية مع مريضات تطور لديهن الإلتهاب ووصل إلى المبايض مما استوجب إجراء عمليات جراحية مستعجلة، وحالات أخرى تطورت إلى درجة العقم مما أدى إلى التلقيح الإصطناعي ، كما أن بعض حالات إلتهابات الثدي أدت إلى إجراء عمليات جراحية شوهت منظره، فضلا عن تأثيرها على الضغط الدموي والسكري، في حين كان بالإمكان تفاديها بزيارة الطبيب في الوقت المناسب، لتبقى الوقاية والنظافة يردف محدثنا خير من العلاج، خاصة خلال الأيام الأخيرة للحمل بالإبتعاد عن المواد الكيمائية والنظافة المستمرة عن طريق الغسل بصابون غير حمضي وغير ملون.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة