مرحلة المواظبة على الصلاة عند الطفل تبدأ ما بين السابعة والعاشرة من عمره

 



ينصح علماء التربية بتحبيب الصلاة للطفل، والتدرج في أدائها، فيكفي في اليوم الأول المحافظة على صلاة واحدة، وفي اليوم الثاني على صلاتين وهكذا، على اعتبار أن الطفولة ليست مرحلة تكليف، إنما هي مرحلة إعداد وتعويد.

فضيلة الشيخ الباحث والداعية الأستاذ عدنان زهار يوضح لنا كيفية تربية أطفالنا على حب الصلاة والالتزام بها، ويقدم لنا مجموعة من النصائح والإرشادات والتوجيهات.
كيف أربي الطفل على حب الصلاة؟

معلوم أن الطفل يربى ويعتاد ما تلحظه عينه ويفتح عليه بصيرته، فمحافظة الآباء على الصلاة وجعل قسط من نوافلها في البيت سبب معين على تربية الأبناء على الصلاة، ولذلك أمر المسلم ألا يتزوج إلا الصالحة وهاته ألا تقبل إلا الصالح

بحيث يكون كلاهما قدوة صالحة لتعليم الأبناء الصلاة بالفعل والسلوك قبل الوعظ والتذكير، كما يمكن أن يستعان على ذلك بمصاحبة المميز من الأطفال إلى المساجد، وسرد حكايات الصالحين وأحوالهم مع الصلاة، واختيار الأفلام الكارتونية التي يحبها الأطفال، والتي يكون موضوعها الصلاة وأفعال الخير، وغير ذلك من الوسائل العملية الحكيمة.
ماهي فوائد هذه التربية؟

لها فوائد كثيرة يعود بعضها على الآباء والأبناء، فالتي للآباء وفاؤهم بعهودهم جهة الله في تحمل أمانة الأبناء والسهر على تعليق قلوبهم بالله وربطها بالدار الآخرة، ومنها الفرح بهم بعد أن يجتازوا مرحلة الطفولة برؤيتهم محافظين على الصلاة داعين لهم فيها بالخير، ومنها رفع مشقة تعليمهم فرضية الصلاة بعد البلوغ

حيث يكون الأمر أصعب على الوالدين وأشق...وأما التي تعود على الأبناء فإخراجهم بتربيتهم على الصلاة من دائرة البهيمية إلى فضاء العبودية لله تعالى، بحيث لا فرق بين الدابة وتارك الصلاة

ولذلك عظم الله شأنها في كتابه الكريم...ومنها تعويدهم الوفاء بالعهود مع الله ومع خلق الله، ومنها تربيتهم على تنظيم الأوقات، حيث إن الصلاة نظام شرعي مؤقت يكفل للمحافظ عليها تنظيم أوقاته وترتيب أولوياته، ومنها جعله يحافظ على غير الصلاة من صور العبادات، وتعويده حب الجماعة والإيثار.
ماهو السن المناسب للبدء بتعليمه؟

إذا كان المقصود بالتعليم الأمر بها، فقد أجاب عن هذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "مُرُوا صِبْيَانَكُمْ بِالصَّلَاةِ فِي سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا فِي عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ"، وهذا السن مناسب جدا للتوجيه، حيث يكون الطفل في السابعة مميزا عاقلا مدركا ويزيد ذلك وهو ابن عشر فيحتاج في توجيهه إلى العقوبة...

أما لو قصد بالتعليم التعويد فهو يبدأ من أول ما يكون نطفة إلى أن يرشد، حيث اكتشفت الدراسات الحديثة أن الجنين في بطن أمه يدرك ويعقل ويسمع فيخرج منه وقد غرست فيه ما سمعه واعتاده من والديه، وينشأ بعدها على هذا الحال.
ماهي النصيحة التي يمكن تقديمها؟

أنصح أولياء أمور الأبناء أن يكون اهتمامهم بأمر الصلاة، مقدما على اهتمامهم بأمور الدنيا، لأن بالصلاة فلاح العبد في الدنيا والآخرة ولو عاش فقيرا وبتركها خسارته في الدنيا والآخرة ولو عاش غنيا

ولا يحسن بالمسلم أن يزعم أداءه لوظيفة التربية بتقديم الطعام والشراب والكسوة والمسكن والمركب لأبنائه، ولم يعلمهم الصلاة ولا تابعهم عليها ولا عرفهم القرآن ولا أخلاق الإسلام، فكيف هو إذا أوقفه الله تعالى وسأله عن ذلك ولله در من قال: وما المال والأهلون إلا ودائع...ولا بد من يوم ترد فيه الودائع.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة