حكايات الموت والحياة في قطاع غزة لا تنتهي، فعلى الرغم من أعداد القتلى التي تتزايد بسبب الغارات الإسرائيلية، تولد حياة أخرى في مكان ما تحت أنقاض الركام أو في المستشفيات التي لم تسلم هي الأخرى من نيران إسرائيل.

 

"شيماء" طفلة فلسطينية أبصرت النور في أحد مستشفيات وسط قطاع غزة، وهي لا تدري أن والدتها توفيت بينما كتبت الحياة للطفلة.

وتوفيت الأم الحامل (23 عاما) في بداية شهرها التاسع في غارة استهدفت منزلها، فجر الجمعة، في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بحسب وكالة "معا" الفلسطينية.

وبعد أكثر من ساعة من بقائها تحت ركام منزلها الذي دمر بالكامل، تمكن المسعفون من انتشال جثتها، كما تقول والدتها.

 

وأصيب زوجها إبراهيم الشيخ علي (27 عاما) الذي يعمل صحافيا في إذاعة محلية بجروح في الغارة نفسها، إلا أن حالته "مستقرة"، حسب أقربائه.

ومع أن الأم وصلت إلى المستشفى بعد أن فارقت الحياة، فإن جنينها كافح من أجل البقاء على قيد الحياة، وقد أثارت حركته في بطنها انتباه الأطباء.

 

ويقول الطبيب فادي الخرطي الذي كان في قسم الاستقبال عندما وصلت جثتها "وصلتنا جثة لسيدة في قصف إسرائيلي في الساعة الثالثة من فجر الجمعة الماضي. أردنا إسعافها، لكنها كانت قد ماتت وهي في الطريق إلى المستشفى على ما يبدو".

ويتابع "لاحظنا بعد ذلك حركة قوية وسريعة في بطن الأم الحامل في الأسبوع السادس والثلاثين، فقرر طبيب النساء والولادة على الفور إجراء عملية قيصرية لإخراج الطفلة" على قيد الحياة.

 

وأطلقت العائلة على هذه المولودة اسم شيماء تيمنا بوالدتها، إلا أنها مازالت تصارع للبقاء حية في حضانة صغيرة في مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع الذي تم نقلها إليه لـ"صعوبة وضعها"، كما يقول الأطباء المشرفون عليها.

 

وتتنفس شيماء ذات الأيام الأربعة بجهاز خاص للأوكسيجين، كما يتم تزويدها بالغذاء عبر المحاليل الطبية.

وعن وضعها الصحي يقول الطبيب عبدالكريم البواب، رئيس قسم الحضانة في المستشفى "الطفلة في وضع صحي حرج، فهي بحاجة لجهاز تنفس صناعي بشكل دائم بعد تعرضها لنقص في الأوكسيجين في الفترة التي سبقت ولادتها بعد وفاة أمها".

 

لكنه يضيف أن "العلامات الحيوية مستقرة نسبيا الآن، لكن يجب أن تبقى في العناية المركزة في الحضانة لثلاثة أسابيع أخرى على الأقل".