شهدت السينما في تركيا بالعديد من المراحل والتطورات إلى أن بلغت المرحلة الراهنة، والتي تتميز بها تركيا بتنوع  وتعدد الفنون والثقافات التي تدعم بدورها السياحة في تركيا، وتعزيز جاذبيتها للسياح من كل بلدان العالم، وذلك بجانب تمتع تركيا بالعديد من المقومات السياحية من معالم ومتاحف ومساجد و شواطئ تجعلها واحدة من أهم الوجهات السياحية حول العالم، لاسيما في التنوع السياحي بين أرجائها، ما بين سياحة علاجية، سياحية دينية وثقافية، سياحة ترفيهية بالإضافة للسياحة الاستثمارية، في هذا المقال سنتناول معًا أهم محطات تطور الفن والسينما في تركيا.

 

مراحل الفنون

وتتمثل أولى مراحل الفنون في تركيا في فترة المسرحيين والتي تم تسميتها بهذا الإسم اعتمادًا على طبيعة الأفلام التي تم إنتاجها ومفهوم الإبداع لدى منتجيها، فهذه المرحلة اتسمت بشخصية جيل من المسرحيين تحت قيادة محسن ارتوغرول ، حيث اشتهرت بالأعمال الأدبية والدراما التاريخية.

 

واشتهرت هذه الفترة بفيلم" خالدة أديب آديوار" والتي  تم تحويله من رواية "قميص النار"، وهو تناول الحديث عن حرارة حرب الاستقلال في تركيا، وذلك بالإضافة إلى فيلم ثاني "هناك أمة تنهضُ" الذي كان رائدا لأفلام حرب الاستقلال التي جاءت بعده، وتزامن مع فترة المسرحيين إصدار قانون مراقبة الأفلام والسيناريوهات عام 1939 كأول تدخّل قانوني في السينما من قبل الدولة.

 

وفي عام 1948 شهدت تركيا فترة السينمائيين، والتي أحدثت بدورها تطور ملحوظ في السينما التركية ومستقبلها بشكل عام، حيث تزامنت هذه الفترة مع تخفيض الضرائب لبعض المجالات الترفيهية ومن بينها السينما، وهو مما ساعد في زيادة عدد شركات الإنتاج بشكل كبير، و بالتبعية أخذت السينما، كمجال للترفيه، حصتها من هذه التطورات لتصبح جزءًا مهما من الثقافة في الحياة اليومية.

 

ويعتبر عمر لطفي عقاد من أكثر السينمائيين الذين أثروا في هذه الفترة،  فهو يعتبر أول من وضع حجر الأساس في تشكيل لغة السينما، وقد عمل عدد من المخرجين البارزين في فترة السينمائيين مع عقاد في إنتاج عدد من الأفلام ولعل أبرزهم متين أركصان، وعاطف يلماز.

 

وعقب فترة السينمائيين شهدت تركيا فترة يشيل جام، والتي امتدت من الستينات إلى وسط الثمانينات من القرن الماضي، وتزايد في هذة الفترة إنتاج الأفلام بشكل كبير، وتناولت أفلام هذه الفترة مناقشة العديد من القضايا السياسية وظهرت حينها عدد من تيارات مختلفة في الساحة السينمائية، مثل سينما الثورة، والسينما الوطنية والسينما الشعبية.

 

ويعد يلماز غوني أو كما يطلق عليه " الملك القبيح" من أكثر السينمائيين البارزين في هذه الفترة، فقد ساهم في كسر مفهوم أن "النجم السينمائي ينبغي أن يكون وسيمًا".

وتزامن مع الفترة بداية مشاركة الأفلام التركية في المهرجانات الدولية، وكان أول فيلم تركي يحصل على جائزة الدّب الذهبي من مهرجان برلين السينمائي فيلم "الصيف القاحل".

 

وعقب هذا التطور الكبير انتقلت تركيا إلى مرحلة السينما الحديثة، والتي شهدت العديد من التقلبات بسبب دخول شركات التوزيع الأمريكية بداية التسعينات إلى السوق وتراجع إنتاج وتوزيع السينما التركية أكثر فأكثر، لتعاود القنوات التلفزيونية دور إحياء السينما، ولتشهد السينما أسماء ووجوه جديدة بفضل سلسلة أفلام متتالية، وتعاصر السينما التركية مرحلة انتعاش جديدة بفضل بعض المخرجين المستقلين الذين أبدعوا أعمالا بنمطية مختلفة مثل نوري بيلغة جيلان ودرويش زعيم وزكي دمير كوبوز، وفي سنوات الألفية الجديدة، شهدت السينما التركية نهضة جديدة مع الدعم المؤسساتي من الدولة.

 

وإلى هنا فقط تعرفنا على أبرز مراحل تطور صناعة السينما في تركيا، وننصحك بأن لا تفوت زيادة أشهر دور السينما عند السياحة في تركيا سواء كانت السياحة بغرض الترفيه أو العلاج أو حتى الاستثمار، وننصحك  باختيار الأوقات المناسبة للسفر إلى تركيا خلال فصول الصيف والربيع والخريف والتي تختلف وفق المنطقة التي تود زيارتها، حيث يفضل زيادة اسطنبول وأضنة والمدن الأخرى المُطلة على ساحل البحر المتوسط خلال الخريف والربيع، بينما يفضل زيادة مدن الشرق التركي خلال الصيف وبدايات الخريف أما سواحل البحر الأسود فهي أفضل خلال الربيع والصيف وبدايات الخريف.

 

المصدر: شنطة سفر



loader
 
قـلوبنا معك غـزة