الرّضاعة الطّبيعية

 

هي الوسيلة المفضلة التي من خلالها يستطيع الطّفل الحديث الولادة أن يحصل على غذائه؛ فحليب الأم غذاء متكامل تتوفر به جميع العناصر الغذائية التي تؤمّن لجسمه الغذاء المناسب لنموه، وهو حليب معقّم ودافئ يخلو من الجراثيم؛ لذا تحرص جميع الأمهات على إرضاع الأطفال من الثّدي نظراً لفوائد الرّضاعة الطّبيعية لهنّ ولأطفالهن، ولقد حدّد القرآن الكريم مدة الرّضاعة الطّبيعية للطفل مدة العامين لمن أراد أن يتمّ الرّضاعة فهي فترة كافية تنتهي بها رضاعة الطّفل من أمه.

 

مدة رضاعة الطفل من أمه

 

تختلف مدة رضاعة الطّفل من ثدي أمه من طفل لآخر، فكثير من الأمهات تعمل على إدخال المواد الغذائية الأخرى إلى جانب حليب الأم، ويبدأ ذلك عندما يكون عمر الطّفل حوالي سّتة أشهر وأكثر، ولكن لا بدّ من الحديث عن آلية الرّضاعة الطبيعية بعد خروج الأم من الولادة وآثار البنج من العمليات القيصرية؛ حيث يُفضّل إعطاء الطفل للأم حتى تعطي ثديها له حتى تتم الرضعة الأولى، ويبدأ الثدي بإفراز الحليب ويسمى حليب الأم في بداية إفرازه حليب اللباء( اللبا)، فعند وضع فم الطفل على حلمة إرضاعه من الثدي الأول تترواح المدة من ثلاث إلى خمس دقائق وبعد ذلك يرضع من الآخر حتى يتمّ تحفيز الحليب في كل الثديين. بعد ذلك تكون مدة رضعة الطفل من أمه تتراوح من خمس إلى عشر دقائق وأحياناً تمتد إلى ربع الساعة، فبعض الأطفال ينتهون من الرّضاعة بإزالة فمه من حلمة الثدي، وقد تشعر الأم بتوقف طفلها عن الرّضاعة، وباقتراب الطفل من الثدي يشعر بالدفء والحب والحنان ويعتاد على رائحة أمه، ويختلف الأطفال في وقت طلب الحليب والرّضاعة من الأم، فهناك الرّضاعة التي تتمّ كل أربع ساعات، وهناك رضاعة تتم كل نصف ساعةح فهذا يرجع إلى مدى كفاية الطفل من الحليب وشعوره بالشبع، ولمعرفة وإدراك شبع الطفل من الحليب، فعلى الأمّ أن تراقب خروج فضلات الطفل في الفوطة، فعندما يشبع الطفل من الحليب سيخرج بمقدار ستّ مرات للبول، ومرّة واحدة للبراز كلّ أربعٍ وعشرين ساعة.

 

فكما سبق توضيحه مدّة الرّضاعة الصحيحة يجب أن تستمرّ مدة عامين كاملين، ولكن مع اختلاف الثقافات والجغرافيات تختلف مدة الرّضاعة فبعضها يمتد إلى ستة أشهر وبعض الأمهات يفضّلن إرضاع الطفل سنة كاملة؛ فالأمهات العاملات يرضعن أطفالهن مدة سنة كاملة حسب قانون العمل والعمل الخاص في كل بلد، وبعض الأمهات يتوقفن عن الرّضاعة للمحافظة على صدرهن من الترهل وهذه عادة خاطئة لدى الكثير منهن لقلة الوعي وحرمان الطفل من غذائه، وأحياناً تتوقّف الأم عن الرّضاعة بسبب توقف الحليب عن الدر؛ أي بسبب قلة إفراز الحليب ولهذا تلجأ إلى الحليب الصناعي والمكملات الغذائية لتغذية طفلها.

 

فوائد إرضاع الطفل

 

الرضاعة تسبب انقباضات في جدار الرحم، وبدورها تسبب تقلصات تشعر بها الأم أثناء الرضعات الأولى، والتي تعتبر مؤشراً على قدرة الطفل على جذب اللبن من الثدي.
معدة الطفل في الأيام الأولى صغيرة جداً، وتتوسع بعد اليوم العاشر لتصبح بحجم كرة التنس البلاستيكية أو قبضة اليد، وإرضاع الطفل مبكراً يزيد من إدرار الحليب عند الأم.

 

في الأيام الأولى بعد الوضع، يُفضل ألا تتجاوز فترة الرضاعة في كل مرة 5 دقائق من كل ثدي على حدة؛ لاحتواء قنوات الثدي وغدده خلال الأيام الأولى على قدر قليل من اللبن.
إطالة مدة الرضاعة في الأسبوع الأول تؤدي إلى تعرض الطفل لابتلاع هواء يكون سبباً في إصابته بالقيء والمغص والغازات، كما أنها تعمل على تشقق حلمة ثدي الأم وإصابتها بالالتهابات؛ فهي ما زالت لينة ومعرضة للتشققات.

 

بعد اليوم الخامس تزداد مدة الرضاعة تدريجياً لتصل إلى 10 دقائق في نهاية الأسبوع الثاني، والطفل عموماً يخسر نحو 7 في المائة من وزن جسمه في الأيام الأولى بعد ولادته.
على الأم إرضاع طفلها من 10 - 12 مرة يومياً، وكلما شعر بالجوع؛ حين تشاهدينه يضع يده في فمه، أو يتمدد باستخدام يديه، أو يحاول أن يفتح فمه والبحث عن مصدر الحليب يميناً ويساراً.


لا تنتظريه؛ حتى يبكي لتعطيه الرضعة، ولا تحددي -أيضاً- وقتاً معيناً لإرضاعه، وإن نام ساعتين أو أربع ساعات متتالية عليك بإيقاظه ليحصل على رضعته التي فقدها خلال نومه.

 

وإن أرضعته وبقي مستيقظاً فأعطيه الصدر الثاني فينام، الطفل يزيد وزنه بعد المرحلة الانتقالية بما يعادل 170 غراماً في الأسبوع الواحد، وراجعي طبيبك لتتأكدي أن الوزن يزداد بشكل طبيعي.


هناك أطفال ينامون كثيراً بفعل الأدوية التي كانت تتعاطاها الأم أثناء الحمل، وهناك أطفال يستيقظون بشكل طبيعي، وتغيير الحفاضة وإرضاعه بوضعيات مختلفة أو بحمام دافئ...سبل لإيقاظه.


إشارات الجوع: مص الإصبع، حركة الشفاه...بعدها يبدأ بالبكاء، مدة الرضاعة من 3 -5 دقائق ثم يوضع على الصدر الآخر من 5- 10 دقائق تمتد إلى ربع ساعة، والنتيجة: 6 مرات بول ومرة واحدة براز يومياً.

 

تستطيع الأم ألا ترضع طفلها أبداً قبل مرور ساعتين من آخر رضعة رغم بكائه؛ إذ إن عملية الهضم لدى الطفل تحتاج إلى ساعتين، وبعدها تصبح المعدة مستعدة لاستقبال قسط جديد من اللبن.


المعروف طبياً أن إعطاء الثدي للطفل كلما بكى لا يتيح له فرصة تفريغ الثدي جيداً والحصول على اللبن الموجود في الغدد الخلفية من الثدي...الكثيرة الدسم...عكس محتويات الغدد الأمامية.


هجمة اللبن وتعني امتلاء الصدر وزيادة حجمه لمدة تطول عن أربع ساعات يؤدي إلى احتقان الثدي، وانسداد القنوات اللبنية واختزان اللبن واحتمال تكوين خراج؛ لذا يجب استخراج اللبن بأي طريقة.

 

كيف تعرفين أن الطفل يتناول كميات كافية من الحليب ؟

 

إذا كان الطفل يقوم بالتبرز ثلاث مرات أو أكثر يوميا أو يتبول ست مرات أو أكثر خلال الأسبوعين الأولين، فإن ذلك يعني أنه يحصل على كميات كافية من الحليب. (تنبيه: إن قلة عدد مرات التبرز لا تحدث عادة قبل الشهر الثاني من العمر)، إضافة إلى ذلك فإن غالبية الأطفال تبدو عليهم علامات الشبع بعد الرضاعة. إذا سارت عملية الرضاعة بانتظام فإن الطفل سيستعيد وزنه عند الولادة بعد عشرة إلى أربعة عشر يوما ولهذا فإن عرض الطفل على الطبيب بعد أسبوعين له أهمية كبيرة. إن حدوث منعكس إدرار الحليب (نزول الحليب من الثدي قبل الرضاعة) هو دليل آخر على أن إفراز الحليب جيد.


إن الأطفال الذين يرضعون من الثدي أقل عرضة للإصابات الجرثومية والحساسية خلال العام الأول من العمر مقارنة بأولئك الذين يعتمدون على الرضاعة الصناعية، كما أن حليب الثدي غير مكلّف، ويكون في متناول الطفل عند أفضل درجة حرارة ممكنة. الرضاعة الطبيعية مريحة وملائمة بصفة خاصة أثناء السفر. وان حليب الأم أفضل طعام طبيعي للأطفال الرضّع. فلتهنأ الأمهات اللواتي انعم الله عليهن بإرضاع أطفالهن مما خلق الله لهم.

 

ملاحظة: في حالة عدم اعتماد الطفل على الرضاعة الطبيعية في تغذيته، يجب إعطائة بالإضافة إلى ذلك 1-2 كوباً من الحليب يومياً و1-2 وجبة أضافية يومياً.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة