ما هو علم تفسير الاحلام والرؤى

هل يعد تفسير الاحلام والرؤى علما؟ هل يخضع لقواعد معينة؟ هل يمكن تعلمه وقياسه؟ أم هو موهبة مكتسبة؟ هذا ما سنحاول الوصول اليه في هذا المقال ..

ذهب بعض العلماء بتعريف علم الأحلام إلى أنه العلم الذي اهتم به الإنسان منذ زمن بعيد، ويسمى أيضا علم تعبير الرؤى أو تعبير الرؤيا هو علم شرعي إسلامي له قواعد مستنبطة من القرآن الكريم والحديث النبوي في الأساس.

لكنه علما غير معترف به أكاديميا ولا يدرس بالجامعات والمعاهد المعتمدة..

والهدف من هذا العلم هو تفسير الرؤى التي تكون من الله والتي لها معان وتفسيرات مفيدة للفرد أو المجتمع في أمور الدين والدنيا أو ما يعرف باسم الرؤيا الصادقة أو الصالحة وفقا للعقيدة الإسلامية ومذهب أهل السنة والجماعة

 

علم تفسير الأحلام في الاسلام

بدأ علم تفسير الرؤى في الإسلام منذ عهد النبي محمد (ص)  ؛ إذ رويت عنه أحاديث في تفسيره للرؤى وتعليم قواعد تفسيرها للصحابة، وقد وردت آثار في كتب الحديث تدل على أن الصحابة والصحابيات قد فسروا الرؤى

 

عن الرسول (ص) : « الرؤيا ثلاثة: منها أهاويل الشيطان ليحزن به ابن آدم، ومنها ما يهتم به في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزءاً من ستة وأربعين جزءا من النبوة»

 

ويقول الله تعالى في القرآن الكريم من سورة الأنفال مخاطباً رسوله الكريم (ص):

((إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)).

 

ويحكى أن رجلاً أتى النبي   فقال: «إني رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون منها، فالمستكثر منهم والمستقل، وإذا سبب واصل من الأرض إلى السماء، فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به ، ثم أخذه رجل آخر فعلا به ، ثم أخذه رجل آخر فانقطع به، ثم وصل.

فقال أبو بكر: يا رسول الله بأبي أنت والله لتدعني فأعبرها،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم " اعبر"

قال: أما الظلة فالإسلام، أما الذي تنطف من العسل والسمن فالقرآن حلاوته تنطف، فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ رجل آخر فيعلو به، ثم يأخذ رجل آخر فينقطع به ثم يوصل له فيعلو به، فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت وأمي أصبت أم أخطأت؟

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أصبت بعضاً، وأخطأت بعضاً"

قال: فوالله يا رسول الله لتحدثني بالذي أخطأت، قال: " فلا تقسم"».

 

قصة يوسف وتفسير الرؤية

وقد وهب الله تعالى القدرة على التعبير لنبيه يوسف عليه السلام كما جاء في القرآن الكريم في سورة يوسف من الآية 6:

((وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ)).

وكلنا نعرف قصة يوسف كيف قام بتفسير رؤيا السجناء الثلاث، وقد تحقق الرؤيا، كما فسر رؤيا الملك، وقد تحققت الرؤيا بسبع سنين عجاف تولى يوسف خلالها خزائن مصر.

 

تفسير الاحلام في علم النفس

يقول علم النّفس عن الأحلام أنّها فعل متبادل بين شخصيتين، والموقف النّفسي والواقع الذي يعيشُه الشّخص هو ما يعتمِد عليه عِلْم تفسير الأحلام، فالأحلام تكون عاكس لما يشعُر به الشّخص ويرغبه وتظهر من خلِال الصراعات الداخلية للشخص وتأتي على هيئة أحلام، وبعد إجْراء الكثير من التّجارب للتحليل النّفسي فتبين أن الحُلْم هو عبارة عنْ مسرح للأفكار والمشاعِر التي تُخالِج الشّخص.

لذلك كن على يقين بأن لا أحد يستطيع تفسير أحلامك إلا أنت، فأنت من تعرف أمور حياتك جيداً، وتستطيع ربط أحلامك بواقعك من خلال وجود بعض التشابهات، فإن كان الحلم فيه خير، واستيقظْتَ منْ النّوم مُرتاحا وفرحا، فابحث في عقلك ستجد أنك تهتم لشيء وتتمنى أن يحدث لك، فيبعث الله له برؤيا تبشيرية، فما عليك وقتها إلا أن تنتظر حدوث الخير لك.

وإن كان حلمك فيه تحذير لا بد وأن تبحث في نفسك عن شيء تود القيام به ربما لا يكون خيراً، لذلك يرسل الله لك برؤيا تحذير بالتّراجع والابتعاد عما تُريد فعله لأن الله لا يريد لك إلّا الخير.

 



loader
 
قـلوبنا معك غـزة