اكتملت المفاجأة... خروج إيطاليا وانجلترا من المونديال

 

 

في ساوباولو ومعظم المدن البرازيلية تنفس رجال الأمن الصعداء وهم يرون منتخب بلادهم يعبر وبنتيجة كبيرة ويتأهل إلى الدور الثاني، كل الشوارع قبل المباراة كانت تقول بوضوح إن خسارة «السامبا» ستتحول كارثة، بعدما عاشت ساوباولو منذ صباح أول من أمس أكبر حضور أمني في شوارعها، لا شيء يستغرب في ذلك خصوصاً وأنها المدينة التي عاشت أكبر حالات الشغب طوال أيام المونديال، سكان المدينة أفاقوا على مراكز الشرطة المتنقلة التي انتشرت في وسط المدينة ومنطقة فيلا مادلينا وشارع باوليستا الشهير، الحضور الأمني المركز بدأ قبل المباراة حين توجه رجال الشرطة إلى مناطقهم عبر الخيول والمركبات والدراجات النارية. البرازيليون الذين يرددون دائماً أن خسارة البرازيل اللقب تعني من دون أدنى شك كارثة اقتصادية ورياضية وسياسية، على ما يبدو نجحوا في نقل مخاوفهم إلى حكومة البلاد، التي باتت تخشى من حدوث ذلك في ظل ترنح المنتخب الوطني في جل دقائق المباريات التي لعبها في الفترة الماضية، ما عبرت عنه الحشود الأمنية المكثقة في المناطق الجماهيرية.

ذاكرة الأحزان والضغوط البرازيلية قصيرة، فما أن نجح نيمار في رسم الفرح على مدرجات ملعب «برازيليا» حتى غصت كل المدن بالأفراح، في ساوباولو انتقل المحتفلون إلى حانات «فيلا مادلينا» في مشهد جمع جماهير الغريمين تشيلي والبرازيل في المساحة الصغيرة ذاتها إلى جوار جماهير المكسيك، زحمة الأفراح التي تتجاهل السلطات الأمنية تنظيمها وتكتفي بتطويقها تخرج عادة عن إطار الفرح الهادئ، أول من أمس شهدت تلك الاحتفالات اشتباكات بين الجماهير وتخريباً لبعض الممتلكات العامة، في أول مشهد احتفال يخرج عن السيطرة.

وكما فعل كثيراً مع فريقه أتلتيكو مدريد، نجح غودين في قيادة منتخبه الأوروغواي إلى التأهل برفقة كوستاريكا من المجموعة الحديدية بعدما سجل هدف «لاسيليستي» الوحيد من رأسية قاتلة، وبتلك النتيجة صعد أبطال العالم في آخر نسخة أقيمت في البرازيل، محتلين المركز الثاني في المجموعة التي ذهبت كل التوقعات قبل بداية المونديال إلى تأهل إيطاليا وإنكلترا، ولكن واقع «المستديرة» جعل الأخيرين يعودان باكراً إلى ديارهما، وكان المهاجم سواريز عاد لممارسة هواية «العض» وكان المدافع كيليني هو الضحية، إذ أراد عرض جرحه على حكم المباراة، ولكن الأخير لم يحرك ساكناً، في المباراة التي شهدت إقصاء الإيطالي ماركيزيو بالبطاقة الحمراء، وإصابة بالوتيلي.

ولم تفلح إنكلترا في تسجيل فوز شرفي في البطولة، وأنهت آخر مبارياتها أمام كوستاريكا بتعادل سلبي وتذيلت المجموعة بنقطة يتيمة.

اليوم الأربعاء يبدو أنه الأكثر هدوءاً في العواصم البرازيلية، فالأرجنتين التي عادة ما يحظى حضورها باهتمام جماهيري بالغ، وقلق من تصاعد المشكلات بين جماهير المستضيف والأخرى القادمة دعماً للضيف الثقيل ضمنت التأهل، لتبقى لها مهمة حسم الصدارة أمام نيجيريا، وبالتالي منح إيران التي تلاقي البوسنة البطاقة الثانية، كل أطراف مباريات اليوم - باستثناء فرنسا التي تلاقي الإكوادور والأرجنتين - لا يشكلون مخاوف أمنية من أي نوع في ظل ندرتهم، وتركيزهم على البقاء في المدن التي تحتضن مباريات منتخباتهم، خصوصاً جماهير سويسرا التي تنتظر تأهل منتخبها حين يلاقي هندوراس.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة