الطاقة الايجابية مفتاح السعادة الابدية

 

لكل انسان طاقة ايجابية، ان اطلقها باتجاه شخص ما يحدث التقارب كالصداقة والحب، وان اطلقها باتجاه موضوع او عمل ما يحدث النجاح والابداع، وكما يوجد طاقة ايجابية يوجد ايضا طاقة سلبية تسبب الكره والبغض، كما تسبب الفشل، تلك الطاقات في الانسان هي خليط من موروث ثقافي فكري ونفسي، كما انها تتفاعل وتتغذى على مشاعرنا وبنفس الوقت تغذي مشاعرنا، لذا برأيي يجب النظر لها كانها انسان وهمي مرافق لنا لا يراه احد ويتحكم في تصرفاتنا، فالانسان الناجح هو من يتحكم بها بدلا من ان تتحكم به، علينا ان نغذي الطاقة الايجابية بتعلم التفاؤل وحب العمل وحب الخير وحسن الظن، ومقاومة الطاقة السلبية بان نحجمها ولا نطلق لها العنان لتوسوس في افكارنا سوء الظن او زعزعة الثقة بالنفس.

 

من ناحية غيبية الطاقة السلبية تشبه في عملها عمل الشيطان، ان تحكمت في الانسان فان افكاره تفسد، فتصبح نظرته للحياة والاشخاص المحيطين به سلبيه، فقد يحسد ويكره ويحقد ، قد يفقد ثقته بنفسه ويحكم على نفسه بالفشل قبل المحاولة، قد يفقد التفاؤل ويتعلم التشاؤم، وكلما انطلق اكثر في تلك المشاعر كلما غذى طاقته السلبية وكلما تحكمت هي به أكثر.

 

وتعرف الطاقة السلبية بأنها المظاهر السلبية وما يرافقها من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية وغيرها والتي تؤثر سلباً على حياة الشخص، وهي أيضاً لا تقف عند حدود شخص معين بل تؤثر على كافة العلاقات بينه وبين الناس، بل لها القدرة على اجتياح الأشخاص المحيطين فتصبح السلبية سمة عامة من سمات المجتمع.

 

لذا فالاولى بنا ان نغذي في انفسنا الطاقة الايجابية ونرعاها كما نرعى الزهور في حديقتنا، كلما اوليتها الاهتمام نمت وتالقت وازداد جمالها، وكلما ازداد جمالها كلما نظرت انت اليها باعجاب وسرور وسعدت لمرآها، هي علاقة تكامل ما تزرع تحصد.

 

من هنا نقول بأن مفتاح السعادة قد يكون امامنا ولا ندري، قد يكون بداخلنا ولا ندري، فقط عليك ان تؤمن بنفسك وتعززها، عليك ان تؤمن بالاخرين وان تغفر لهم زلاتهم وتسعد لسعادتهم، عليك ان تتصالح مع ذاتك، عليك ان تحب عملك كي تنجح وتبدع، عليك ان تتعلم ان تحب عملك ان كنت لا تحبه، عليك برسم الامل في نفسك، عليك ان تنظر للمستقبل بتفاؤل وترسم طريقا من الطموح.

 

والاهم من ذلك ان تبتعد عن الاشخاص المكللين بالطاقة السلبية، فهي وان كانت شيء غير قابل للقياس العلمي، فهي شيء معدي كالامراض، تقرّب من المتفائلين الناجحين ترى المستقبل اجمل، وقد ضرب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مثلاً لتأثير الرفقة والمجالسة في حياة الإنسان وفكره ومنهجه وسلوكه فيما رواه عنه الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) متفق عليه، وكما قال ايليا ابو ماضي: كن جميلا تر الوجود جميلا..

 

بقلم: محمد حرب



loader
 
قـلوبنا معك غـزة