فيلم Train to Busan… الرعب المثير للبكاء!

 

لا تحظى الأفلام الكورية بشعبية كبيرة كالتي تحظى بها المسلسلات الكورية، لكن فيلم “Train to Busan” الذي أنتج في صيف عام 2016 كسر تلك الفكرة ونال الكثير من الاهتمام، فلقد حطم الأرقام القياسية في نسب الحضور حين عرضه في السينما ليس في كوريا الجنوبية وحدها ولكن على مستوى البلاد الآسيوية، حيث اقترب من عشرة ملايين مشاهدة في الأسبوع الأول، كما عرض في مهرجان كان السينمائي ضمن عروض منتصف الليل.

الفيلم: رعب- زومبي – أكشن- دراما.

بطولة: جونج يوو في دور “سيوك وو”، و كيو سو آهن في دورة الطفلة “سو آن”، وما دونج سيوك في دور “سانج هوا”، وجونج يومي في دور “سيونج جايونج”.

تأليف: بارك جو سوك، ويون سانج هو.

إخراج: يون سونج هو.

تقييم  : IMDb 7.5 MDL 8.9

قصة فيلم Train to Busan

 

“سيوك وو” مدير مالي كبير يعمل في العاصمة سيؤول. انفصل عن زوجته، ويعيش مع والدته وابنته “سو آن” ذات الثمانية أعوام. عمله هو كل ما يفكر فيه ويشغل أغلب وقته وتفكيره، حتى أنّه يفوت على نفسه لحظات كثيرة يقضيها مع ابنته كحضور أي فاعلية لها في مدرستها، وفي ليلة عيد ميلادها الثامن تصر على الذهاب إلى والدتها في بوسان حتى لو بمفردها، وتحت ضغط وإلحاح ابنته يستجيب أخيرًا ويذهب معها، ولكن قبل انطلاق القطار يتم اقتحامه من فتاة مصابة بجرح كبير في قدمها، يتضح بعد هذا أنّها مصابة بفيروس اجتاح البلاد جعلها من الموتى الأحياء “زومبي”، وتبدأ الفتاة بنشر الفيروس عن طريق عض مضيفة القطار لينتشر الوباء بعد هذا في القطار كالنار في الهشيم، وعلى الركاب الكفاح للنجاة بحياتهم لحين الوصول إلى بوسان التي يتضح أنّها البقعة الوحيدة الآمنة، والتي لم يصل لها هذا الوباء بعد … فهل ستكون النجاة ممكنة وتصل “سو آن” لوالدتها؟

 

 

أحداث الفيلم

 

 

يتميز الفيلم بأحداثه السريعة، فلن تشعر بالملل للحظة واحدة، كما أنّك لن تجد مشهد زائد عن الحاجة على العكس ستشعر بجرعة من الرعب والدراما عالية الجودة.

فأحداث الفيلم لم تركز فقط على مشاهد الرعب والتي تم تنفيذها باحترافية عالية، ولكن البعد الدرامي الإنساني كان يفرض نفسه في كثير من المواقف، إلى درجة أنّك قد تبكي حزنًا تارةً و ألمًا ووجعًا تارةً أخرى.

وعلى الرغم من أنّ الفيلم من أفلام الرعب الدموي، إلّا أنّه استطاع أن يتوغل ببراعة داخل النفس البشرية في أقسى لحظة يمكن أن تتعرض لها، وحياتك على المحك، وإلغاء كل لمحة إنسانية وسيطرة غريزة البقاء، وبينما الذعر هو سيد الموقف مع تصاعد الهلع من معرفة أنّ حالات الهجوم وانتشار الفيروس لا تقتصر على القطار فقط، نجد نماذج مختلفة من البشر، هناك من ضحى بنفسه لينقذ رفاقه، وهناك من على استعداد أن يضحي بمن مدّ يد المساعدة له في سبيل إنقاذ نفسه، وأيضًا وجد من اضطر لمواجهة أصدقاء له أصيبوا بالفيروس فعجز للوهلة الأولى لاتخاذ أي موقف رغم أنّ حياته على الحافة، في واحد من أقسى مشاهد الفيلم.

يعرض الفيلم فكرة أقرب لنهاية العالم مع كل الدمار الذي حدث في أغلب مدن كوريا الجنوبية، ويلمح الفيلم إلى تفشي الجشع في البلاد، وسيطرة الفردية وأنا وما بعدي الطوفان، ولكنه لم يعرض لنا صورة قاتمة تمامًا، فكان هناك “سانج هوا” الزوج المحب لزوجته الحامل “سيونج جايونج”، الذي يقدم يد المساعدة للجميع، والذي كان له دورًا كبيرًا في تغيير شخصية “سيوك وو” الذي كان باردًا في البداية لا يهتم إلّا بإنقاذ نفسه وابنته “سو آن”، والتي أظهرت ببراءتها وفطرتها كيف تكون قادرًا على الحفاظ على إنسانيتك رغم صعوبة الموقف، وأن لا تتخلى عن من يحتاج إليك، والتي لعبت هي أيضًا دورًا هامًا في التأثير على والدها لنرى تحول شخصيته تدريجيًا، ليصبح متفانيًا في إنقاذ من يستطيع إنقاذه من المجموعة المصاحبة له وليس فقط هو وابنته.

 

نهاية الفيلم

هذا الجزء به حرق لبعض أجزاء الفيلم

 

 

 

لم تأتِ نهاية الفيلم سعيدة تمامًا، ورغم ذلك ستشعرك بالأمل!

لقد ذهب الجميع ضحية الفيروس ماعدا امرأة حامل وطفلة صغيرة، لترى من خلالهم بداية جديدة وإشراقة على مستقبل أفضل، فكل من سيطرت عليه أنانيته، وكل من خضع لنمط الحياة العملية الجافة الخالية من أي مشاعر قد رحل، وكل من حاول المساعدة قدم حياته ولكن ليس دون جدوى، بل قدمها لتكون بداية جديدة لتبقى طفلة لم تتلوث بعد بالحياة وما تفعله في البشر، ورضيع في رحم أمه سيولد ليكونا نواة جديدة لغد أفضل.

كلمة أخيرة، بشكل شخصي لا أحبذ كثيرًا أفلام الزومبي، حتى وإن كنت أشاهد أفلام رعب بين حين وآخر، إلّا أنّني أبتعد عن كل ما له علاقة بالزومبي، والسبب في مشاهدتي هذا الفيلم أنّ بطله “جونج يوو” من الممثلين الذين أحرص على متابعة المزيد من أعمالهم، ولم يخذلني هنا أيضًا، فلقد أدى دوره بإجادة تامة، واستطاع أن ينقل لنا تطورات الشخصية ببراعة، كما شاهدت فيلمًا قصته تحتوي على دراما تكاد تكون مأساويةً -وهذا ما خفف من جرعة الرعب!- ومؤثرات تم تنفيذها بجودة عالية، الموسيقى كانت مناسبةً جدًا وإن لم يكن لها تواجدًا كبيرًا، حتى أنّ الفيلم لم يكن له أغنيةً –إلّا ما تدندنها الطفلة الصغيرة-.

اختيار طاقم التمثيل جاء موفقًا جدًا، فلقد أدى كل ممثل دوره بشكل جيد ودون جهد يذكر. لذا، إن لم يكن لديك مشكلة مع أفلام الرعب الدموية فلن تندم على مشاهدة هذا الفيلم.

لمشاهدة وتحميل الفلم الى جهازك 

من هنا

https://www.almo7eb.com/ar/play-26723.html



loader
 
قـلوبنا معك غـزة