أكدت على ضرورة مشاركة أمريكا ودولة إسلامية إلى جانب أوروبا في محاربة الإرهابيين
أنغيلا ميركل: الإسلام ليس مصدراً للإرهاب

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال إلقاء كلمتها في مؤتمر ميونخ للأمن

ترى المستشارة الألمانية أن إشراك دول إسلامية في الحرب على الإرهاب، على نفس الدرجة من أهمية مشاركة أمريكا. كما طالبت ميركل قادة المسلمين برسم حدود واضحة بين الإسلام المسالم وبين الإرهاب، الذي "يُمارس باسم الإسلام".

فقد قالت ميركل أن إشراك دول إسلامية معينة في الحرب على الإرهاب، يعد بالنسبة لها على نفس الدرجة من أهمية مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية. وأضافت ميركل، يوم أمس السبت 18-2-2017م من ميونيخ حيث تدور أعمال "مؤتمر ميونيخ للأمن" في دورته الثالثة والخمسين: "أنه يجب أن يكون واضحاً أن الإسلام ليس مصدراً للإرهاب بل الإسلام تم تفسيره على نحو خاطئ. بيّد أن ميركل طالبت قادة المسلمين برسم حدود واضحة بين الإسلام المسالم وبين الإرهاب، الذي "يُمارس باسم الإسلام".

وأكدت على اعتقادها بأن لولا الولايات المتحدة، لكانت أوروبا مكلفة بتحمل أكثر وأكبر من طاقتها في الحرب على الإرهاب. وقالت ميركل: الأوروبيين لا يستطيعون متابعة محاربة الإرهاب لوحدهم بل نحن في حاجة إلى مشاركة القوة العسكرية للولايات المتحدة الأميركية معنا في حملة محاربة الإرهاب.

ورأت أن إشراك دول إسلامية معينة في محاربة الإرهابيين، يعد بالنسبة لها على الدرجة نفسها من أهمية مشاركة الولايات المتحدة. ونوهت بأنه يجب أن يكون واضحاً أن الإسلام ليس مصدراً للإرهاب بل الإسلام تم تفسيره على نحو خاطئ، وتوضيح الشكوك حول فهم هذا الدين، التي بدأت تكبر لدى بعض القطاعات على طرفي المحيط الأطلسي.

فالإسلام ليس سبباً في تفشي ظاهرة الإرهاب حول العالم، إنما هو نسخة منحرفة تحت مسمى الإسلام".

وأكدت: "على أهمية السلطات الدينية الإسلامية" لاتخاذ موقف بـ"كلمات واضحة" بشأن "الفارق بين الإسلام السلمي والإرهاب باسم الإسلام"، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يمكن "أن نقوم به نحن غير المسلمين أفضل من السلطات الإسلامية".

كما دعت المستشارة ميركل إلى النضال من أجل التعاون الدولي. وذكرت أنه لا يمكن لدولة بمفردها مواجهة أزمات وتحديات العالم الراهنة، مضيفة في المقابل أن الكيانات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي ليست فعالة بالقدر الكافي، موضحة أن هناك حاجة إلى جعل هذه الكيانات أكثر قوة ومقاومة للأزمات.


ودافعت المستشارة الألمانية عن "المؤسسات الدولية ومتعددة الأطراف"، ضاربة أمثلة بالاتحاد الأوروبي وحلف "ناتو" والأمم المتحدة ومجموعة العشرين "جي20"، كأداة لمواجهة "التحديات التي لا تقدر على حلها دولة بمفردها".

ودعت المستشارة الألمانية، انغيلا ميركل، الدول إلى مقاومة إغراء الانطواء على النفس لمواجهة التهديدات العالمية، بينما يشهد الغرب صعوداً في النزعات القومية. وقالت: "في سنة نستشعر فيها تحديات غير معقولة، هل سنواصل التحرك معا أو سنسقط في أدوارنا الفردية؟ أدعوكم إلى العمل بشكل يسمح لنا بأن نجعل معاً العالم أفضل".


وأضافت ميركل: "لدي قناعة عميقة بأن العمل المشترك يجعلنا أكثر قوة"، وعلى الرغم من ذلك أقرت ميركل بأن المؤسسات متعددة الأطراف في الوقت الحالي، ليست "فعالة بالشكل الكافي"، وعولت على تعزيزها وتحسين عملها بدلا من السقوط في سياسات "العزلة والحمائية". وأوضحت: "إنني مقتنعة بأن المكافحة من أجل المؤسسات متعددة الأطراف تستحق العناء في المجتمع الدولي، لكن علينا أيضا أن نعمل على تحسين بعض الأمور".

وشددت ميركل على ضرورة الحفاظ على المؤسسات متعددة الأطراف مثل الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة وتعزيزها.

وقالت ميركل إن "العمل معا يعزز الجميع"، لكنها أقرت بالقول إنه "يجب علينا أن نرى أن المؤسسات متعددة الأطراف في العديد من الأماكن ليست فعالة بما فيه الكفاية".

وأضافت "أنا مقتنعة تماما أن الأمر يستحق القتال من أجل هياكلنا متعددة الأطراف الدولية المشتركة، ولكن يجب علينا تحسينها في كثير من الأماكن".

والتقت ميركل خلال المؤتمر نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، وهو أول لقاء لميركل مع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب على الإطلاق. وتعتزم المستشارة الألمانية تلبية المطالب الأمريكية بزيادة النفقات الدفاعية، لكن بصورة محدودة.

وأكدت ميركل، خلال مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، اليوم السبت تمسكها بهدف حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، بزيادة نفقات الدفاع لتشكل 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على الأقل بحلول عام 2024،  وقالت: "سنقوم بكافة الجهود المطلوبة. نشعر بالالتزام تجاه هذا الهدف. ألمانيا تعي هنا مسؤوليتها". وفي المقابل، أوضحت ميركل أن بلادها لا يمكنها زيادة ميزانية الدفاع لأكثر من 8 في المائة سنوياً، وقالت: "لا يمكن للبلاد فعل المزيد في هذا الأمر واقعيا".

ويعد مؤتمر ميونيخ حول قضايا الأمن منتدى دوليا مهما، حيث يجمع الكثير من المسؤولين والدبلوماسيين والعسكريين رفيعي المستوى من أجل البحث وتبادل الرؤى في القضايا السياسية والأمنية التي تشكل محور اهتمام دول العالم أجمع بهدف التوصل إلى السبل الكفيلة والآليات الضامنة لإرساء السلام في مختلف أنحاء العالم بما يعود بالنفع على جميع الدول ويسهم في التغلب على التحديات التي تواجهها.

وعلى صعيد العلاقة الأوروبية-الروسية، قالت ميركل إنه لا يوجد علاقة مستقرة وجيدة على نحو مستدام مع روسيا، فقد أعربت عن قلقها البالغ إزاء انتهاك روسيا لمبدأ وحدة الأراضي، الذي يعد في رأيها واحداً من الأعمدة التي تأسس عليها "الأمن والسلام" في أوروبا خلال العقود الأخيرة.

وأضافت بهذا الخصوص: "بأنها تفضل إقامة "علاقات جيدة" مع روسيا فهي جارة للاتحاد الأوروبي، رغم وجهات النظر المختلفة في العديد من القضايا بمقدتهم في أوكرانيا وسوريا، لكنها في نفس الوقت أبرزت أن هذا الأمر أصبح صعباً بعد أن ضمت موسكو شبه جزيرة القرم لأراضيها".

وقالت المستشارة الألمانية من المهم العمل مع روسيا في الحرب ضد الإرهاب. وقالت ميركل في كلمتها أمام مؤتمر ميونيخ للأمن في حضور مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي "إن الحرب المشتركة ضد الإرهاب تمثل مجالا لنا فيه نفس المصالح ويمكن أن نعمل سويا بشأنه."

وختمت بالقول بوعدها بأن لن تتخلى عن التزامها والتزام الاتحاد الأوروبي باستقبال المزيد من اللاجئين، مضيفة "العمل معاً يعزز الجميع، ويساعدنا على مواجهة جميع المخاطر".



loader
 
قـلوبنا معك غـزة