هل رياضة الكاراتيه ستجعل طفلي عدوانياً؟

 

رياضة الكاراتيه رياضة يشاهدها الأطفال كثيراً من خلال الرسوم المتحركة، ويريد العديد من الأطفال ممارسة تلك الرياضة كنشاط مدرسي أو في الأندية، ولكن هناك تخوف من الأهل من أن يصبح أطفالهم أكثر عدوانية، وفي الحقيقة لرياضة الكاراتيه فوائد عديدة لا يمكن اكتسابها من أي رياضة أخرى، لذلك يوضح مأمون الشنقيطي مدير برنامج الرياضة المدرسية في شركة تطوير للخدمات التعليمية مفهوم رياضة الكاراتيه وفائدتها وأثرها على الأطفال الممارسين لها قائلاً: "تشير الحاجات الأساسية للأطفال خلال مراحل نموهم وتطورهم إلى أهمية الإثارة والمغامرة والانتماء كمجالات لصرف الطاقة وإظهار الذات، وخير سبيل لذلك ممارسة نشاط رياضي هادف ومنظم، وهذا ما توفره رياضة الكاراتيه، فالكاراتيه كلمة يابانية تعني "اليد الخالية"، وترجع نشأة رياضة الكاراتيه إلى جزيرة اوكيناوا في اليابان التي تأثرت بالثقافة الصينية وفنونها القتالية، حيث كان سكانها يسافرون إلى الصين لتعلم فنون القتال خاصة "الوشوو" الذي قاموا بتطويره وفقاً لفنونهم القتالية المحلية، ثم تأسس الاتحاد الياباني للكاراتيه على يد فوناكوشي جيتشين، ومن خلاله انتشرت رياضة الكاراتيه في اليابان والعالم كله".


وعن فائدة ممارسة الطفل لرياضة الكاراتيه، أجاب قائلاً: "نرى اهتمام العديد من الآباء بممارسة أطفالهم للكاراتيه، لكنهم قد لا يدركون تحديداً أهمية ممارسة تلك الرياضة وفوائدها العديدة التي تعود على الطفل بالنفع، لذا سأقدم لكم بعض الفوائد التي تعود على الطفل بالنفع من ممارسة الكاراتيه، وفي سياق الحديث يمكنني الإجابة على بعض الأسئلة التي قد تتبادر إلى أذهان البعض، مثل: هل ممارسة ابني لرياضة الكاراتيه ستجعله عدوانياً؟ هل ممارسة تلك الرياضة ستؤثر بالسلب على مستوى التحصيل الدراسي لطفلي؟ ماذا ستقدم ممارسة الكاراتيه لطفلي؟ هل ممارسة الكاراتيه قد تتسبب في إصابة طفلي؟ هل يمكن لابنتي ممارسة الكاراتيه بأمان؟


وهنا أود أن أبدد كل تلك الاستفهامات بإجابات محددة.
1- رياضة الكاراتيه من أنواع الرياضة النبيلة التي تندرج تحت تصنيف "الدفاع عن النفس"، أي أن ممارستها سوف تكسب الطفل مهارة الدفاع عن النفس، كما أنها رياضة نبيلة لها مبادئ وأسس تقوم على الخير والسلام وتنبذ الشر والعدوان، لذا ينبغي أن نثق تماماً بأن ممارسة رياضة الكاراتيه لن تجعل الطفل عدوانياً؛ لأنها ليست مجرد حركات يحفظها الطفل ويؤديها.


2- كما تعود الكاراتيه بالفائدة على الطفل من خلال إكسابه مهارات الدفاع عن النفس، فالأطفال يمتلكون بالفطرة طاقة حركية كبيرة، وبمتابعتك لطفلك والوقت الذي يستغرقه في اللعب تجده يجري ويهرول ويركل ويحبو ويتسلق، وممارسته لرياضة الكاراتيه توفر له بيئة خصبة تساعده على استخراج طاقته التي كان يستنفذها في اللعب واستغلالها في تعلم مهارات الدفاع عن نفسه وتحسين صحته.


3- كذلك تساعد الكاراتيه طفلك على النضج الانفعالي، فممارسة تلك الرياضة تعوده على الصبر والتحكم بالانفعال والعواطف، حيث أن نمو الصفات الرياضية تضم في جملة معانيها اتجاهات تجعل الطفل يتقبل النتائج مهما كانت، مما يعني أنه بلغ الضبط الانفعالي لذاته، وأن إرادته قد نمت وأصبحت قادرة على مغالبة أهوائه واندفاعاته وإخضاعها لأحكام العقل.


4- والكاراتيه تعمل على تنمية الوظائف الفكرية لطفلك، إذ تساعده العناية بجسمه وتحسين صحته في تنشيط العملية الفكرية؛ نظراً للعلاقة الوطيدة بين الجسد والنشاط الفكري، كما أن تعلم المهارات الفنية في الكاراتيه بشقيها "الكاتا – الكوميتيه" ينشط بعض الوظائف الفكرية كالانتباه والإدراك ويساعد على نمو تلك الجوانب الفكرية.


5- تسهم الكاراتيه في تحسين التكيف الاجتماعي للطفل عن طريق تنمية العادات الاجتماعية التكيفية كالتعامل مع الآخرين وتقبلهم سواء كانوا أصدقاء أو منافسين، إذ تنمو العادات من خلال التدريب أو المنافسات، وتهدف التربية الجسدية المصاحبة لممارسة الكاراتيه إلى تحقيق الجمال في الواقع والشعور بالجمال الجسماني، وذلك بالوصول إلى التوافق والرشاقة والمهارة الفنية.


6- وأخيراً فإن الكاراتيه تساعد في تغميد العواطف والدوافع لدى الطفل وعلاج بعض المشكلات، فحينما يندفع الأطفال نحو القيام بأعمال تنافي أهداف النمو الاجتماعي والأخلاقي يمكن توجيههم من خلال ممارسة الكاراتيه لإشغالهم عن الأعمال المنافية للآداب وتطوير السلوك السليم، لذلك علينا أن نحرص على زرع تلك الفوائد والمفاهيم بأطفالنا في المدارس لممارسة تلك الرياضة.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة