قصة جبل انتظر 100 ألف عام ليُغرق "التايتنك" بمن عليها

 

 يطل أحد مشاهير المختصين بما يسمونه "علم أنظمة الأرض" في "مهرجان كامبريدج للعلوم"، وهو مهرجان سنوي يبدأ غدا في مدينة كامبريدج بإنكلترا، وفي حقيبته بحث مثير عن جبل جليدي ارتطمت به سفينة "تايتنك" قبل 20 دقيقة من منتصف ليلة 14 نيسان 1912 وعلى متنها كان 2223 مسافرا، ومعهم طاقم من 885 شخصا، ما تسبب بغرقها بعد 4 ساعات، جارفة معها إلى الأعماق 1517 بينهم 59 لبنانيا قضوا في أكبر كارثة مدنية عرفتها البحار والمحيطات حتى اليوم.

لا يترك البحث الذي أعده الفريق العلمي بقيادة البروفسور "غرانت بيغ" من جامعة Sheffield University بمدينة "شفيلد"، اي معلومة عن الجبل إلا ويأتي عليها، حتى إنه يذكر قياسات الجبل بالسنتيمترات.

وقال البروفسور Grant Bigg لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، إن الجبل الجليدي ولد منذ 100 ألف عام، بانفصال كتلة ثلجية صغيرة عن طبقتها في أكبر جزيرة بالعالم، وهي "غرينلاند" الذاتية الحكم والتابعة إداريا للدنمارك، وفيها ترعرعت الكتلة وتضخمت مع الوقت بتراكم الثلوج عليها طوال قرون، حتى أصبحت جبلا.

وأضاف البروفسور في تلخيص عن البحث نشرته الصحيفة في عددها اليوم، إن فريقه يملك أنظمة كومبيوتر يمكنها القيام بحساب مسارات الجبال الجليدية في أي عام كان، عبر إضافتها إلى ما لدى الفريق العلمي من بيانات عن تيارات ورياح المحيطات قبل سنوات من غرق السفينة وبعده بقرن تقريبا، كما لديه بيانات الطقس والمناخ عن اليوم الذي كانت "تايتنك" مبحرة فيه، وبإرجاع كل هذه البيانات إلى ذلك اليوم من عام 1912 اتضح أن الجبل الجليدي المتسبب بالكارثة "مصدره جوار Qassimiut في غرينلاند" كما قال.

من تلك المنطقة ظلت تيارات ورياح الأطلسي تدفع بالجبل الجليدي العملاق طوال 1000 قرن تقريبا، ودائما كان يفقد شيئا من كتلته الجليدية بذوبان بطيء كان يتعرض له، حتى وصل وزن كتلته إلى مليون و500 ألف كيلوغرام، أي خسر 73 مليون ونصف الطن من وزنه، ومن طوله خسر 396 مترا، فأصبح بطول 122 مترا، وكان قسمه الظاهر فوق الماء بارتفاع يقل عن 3 أمتار.

وفي غفلة من ليل صقيعي، مرت "السفينة التي لا تغرق" كما لقبوها الأكبر والأضخم بين سفن ذلك الوقت، قرب الجبل الصلب كمعدن مسنون، فارتطمت بما ولد قبل 100 ألف عام وتشقق هيكلها، وبأربع ساعات ابتلعها الماء، وهي التي بنوها في 4 سنوات، بكلفة 7 ملايين و500 ألف دولار.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة