الشراهة المرضية أو البوليميا مرض عواقبه وخيمة

 

الشخص المصاب بالبوليميا، أو الشراهة المرضية، لم يختر بنفسه أسلوب العيش هذا، بل هو إنسان مريض ويحتاج إلى المساعدة. وتختلف أسباب البوليميا بين شخص وآخر، لكن النتيجة واحدة... تعزى البوليميا إلى أسباب عدة، منها أسباب معروفة مثل الاستعداد الوراثي، ومجموعة من العوامل البيئية والاجتماعية والثقافية. تتجلى البوليميا على شكل نوبات متكررة من الأكل المفرط، يليها سلوك تعويضي. كما يشدد المصابون بالبوليميا على شكل الجسم أو الوزن في تقييم الذات. وقد يفضي ذلك إلى تدهور القيمة الذاتية والاحترام الذاتي بسبب المظهر الخارجي.

ما هو الأكل المفرط؟
يمكن تقسيم الأكل المفرط إلى نوعين:

أولاً   تناول كمية كبيرة جداً من الطعام في فترة قصيرة من الوقت.
ثانياً   الإحساس بفقدان السيطرة أثناء تناول الطعام (مثل العجز عن منع نفسك من تناول الطعام).

ما هو السلوك التعويضي؟

يستخدم السلوك التعويضي بمثابة طريقة لمحاولة السيطرة على الوزن بعد نوبات الأكل المفرط، وهو يشمل:

 -التقيؤ
 -الصوم (أو الامتناع الكلي عن الطعام)
 -إساءة استعمال مدرات البول أو ملينات الأمعاء
 -ممارسة التمارين بإفراط
 -استعمال أي نوع من العقاقير بطريقة غير صحيحة، بهدف السيطرة على الوزن.

ويمكن للمصاب بالبوليميا أن يتيه في شرك دائرة خطرة من تناول الطعام بطريقة لاإرادية ومحاولة التعويض عن ذلك، مما يؤدي إلى مشاعر الخجل والذنب والقرف. وقد يصبح هذا السلوك إكراهياً وخارجاً عن السيطرة مع مرور الوقت، ويؤدي إلى الهوس بالطعام، والتفكير دوماً بالأكل (أو عدم الأكل)، وخسارة الوزن، والحمية المنحفة، وصورة الجسم.

إلا أن هذه الأنواع من السلوك تبقى مخفية في أغلب الأحيان، وقد ينجح المصابون بالبوليميا في إبقاء عادات أكلهم وتمارينهم سرية. نتيجة ذلك، يمكن أن تبقى البوليميا من دون تشخيص لفترة طويلة من الوقت.

يكشف العديد من المصابين بالبوليميا عن تقلبات في الوزن ولكنهم لا يخسرون الوزن. يبقون عادة ضمن معدل الوزن الطبيعي، مع ميل إلى الوزن الضئيل قليلاً، أو يكتسبون ربما بعض الوزن.

 ما هي الإشارات المنذرة بالبوليميا؟

لا شك في أن التعرف إلى البوليميا وعلاماتها وأعراضها يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في وخامة المرض ومدته. لذا، فإن طلب المساعدة فور ظهور أول علامة إنذار يكون أكثر فاعلية من الانتظار حتى يتجذر المرض. إذا كنت تعاني من بعض هذه الأعراض، من الضروري طلب المساعدة بأسرع ما يمكن.

يمكن لأعراض البوليميا أن تكون جسدية ونفسية وسلوكية. وفي بعض الأحيان، يكشف الشخص المصاب بالبوليميا عن مجموعة من كل هذه الأعراض مجتمعة.

الأعراض الجسدية

 -تقلبات متواترة في الوزن (زيادة أو نقصان)
 -علامات تلف بسبب التقيؤ، ومنها الورم حول الوجنتين أو الفك، أو تلف في الأسنان ونفس كريه، وجلد متصلّب على البراجم.
  -
الإحساس بالانتفاخ أو الإمساك أو عدم القدرة على تحمل الطعام

  -غياب دورة الطمث عند الفتيات والنساء
 -الإغماء أو الدوار
  -الإحساس بالتعب وعدم النوم جيداً.

الأعراض النفسية:

 -الانهماك بالأكل والطعام وشكل الجسم ووزنه.
 -الإحساس بالانزعاج من أي تعليق مرتبط بالطعام، أو الوزن، أو التمارين، أو شكل الجسم.
 -عدم تقدير الذات أو الإحساس بالخجل أو الذنب، خصوصاً بعد تناول الطعام.
 -امتلاك صورة مشوهة للجسم (مثل اعتبار الشخص لنفسه بديناً جداً حتى لو كان وزنه طبيعياً نسبة لعمره وطوله)
 -الهوس بالطعام والحاجة إلى السيطرة
 -الاكتئاب والقلق والعصبية
 -عدم الرضى عن الجسم

الأعراض السلوكية

 -أدلة على الأكل المفرط (مثل اختفاء الطعام أو اقتناء كميات كبيرة منه)
 -التقيؤ أو استعمالات ملينات الأمعاء أو قامعات الشهية أو مدرات البول
 -تناول الطعام منفرداً وتفادي تناول الوجبات مع الآخرين.
 -
سلوك عدائي للمجتمع، وقضاء الوقت في العزلة والوحدة

 -سلوك هوسي أو متكرر في ما يتعلق بشكل الجسم والوزن (مثل قياس الوزن بشكل متواتر، والنظر إلى المرآة بشكل مفرط، وقياس الخصر...)
  -التحلي بالسرية في ما يتعلق بالطعام (مثل القول إن الشخص تناول الطعام فيما هو لم يفعل ذلك، أو إخفاء الطعام في غرفته)
  -ممارسة التمارين الرياضية بإفراط (كما في الطقس السيء، أو في عزّ المرض أو الإصابة، والإحساس بالاكتئاب إذا لم تكن ممارسة التمارين الرياضية ممكنة).
  -التركيز على الحمية الغذائية (مثل الانتباه إلى عدد الوحدات الحرارية، وتفادي مجموعات معينة من الطعام مثل الدهون والكربوهيدرات...)
  -التوجه باستمرار إلى الحمام أو مباشرة بعد انتهاء الوجبة دليل على التقيؤ أو استعمال مليّن الأمعاء.
 -إيذاء الذات والإفراط في استعمال الأدوية ومحاولة الانتحار.

 ما هي المخاطر المرتبطة بالبوليميا؟

المخاطر المرتبطة بالبوليميا وخيمة، وقد تشمل:

 -التقرح المزمن للحنجرة، وعسر الهضم، وحرقة المعدة، وارتداد الحمض
 -التهاب المريء والمعدة بسبب التقيؤ المتكرر
 -قرحة في المعدة والأمعاء
 -اضطراب مزمن في حركة الأمعاء (مثل الإمساك و/أو الإسهال) بسبب إساءة استعمال ملينات الأمعاء
 -ترقق العظام، مما يجعل العظام هشة وسهلة على الكسر
 -غياب أو خلل في دورات الطمث عند الفتيات والنساء
 -ارتفاع احتمال العقم عند الرجال والنساء
 -عدم انتظام خفقان القلب، مما يزيد من احتمال قصور القلب

وفي النهاية، يجب التذكير بأن الشخص يمكن أن يتعافى من البوليميا، حتى لو عاش مع المرض لأعوام عدة. لكن طريق الشفاء قد تكون صعبة، إذ يدخل المريض في حلقة مفرغة من اضطرابات الأكل والتمارين، مما يؤثر في قدرته على التفكير بوضوح واتخاذ القرارات. لكن مع توافر الفريق الطبي الصحيح والتحلي بمستوى عال من الالتزام الشخصي، يعتبر التعافي هدفاً قابلاً للتحقيق.

ولا بد من طلب المساعدة بأسرع ما يمكن عند ملاحظة أعراض البوليميا، لأن التشخيص المبكر يفضي إلى شفاء أفضل وأسرع...

العلاح المتوافر

ثمة علاجات عدة متوافرة للبوليميا، وتشمل:

 -العلاجات النفسية
 -العلاج السلوكي الإدراكي
 -برامج المساعدة الذاتية المرتكزة على الأدلة
 -العلاج السلوكي الجدلي
  -إدارة التوتر
 -مضادات الاكتئاب

يكشف العديد من المصابين بالبوليميا عن تقلبات في الوزن ولكنهم لا يخسرون الوزن

يدخل المريض في حلقة مفرغة من اضطرابات الأكل والتمارين، مما يؤثر في قدرته على التفكير بوضوح واتخاذ القرارات. لكن مع توافر الفريق الطبي الصحيح والتحلي بمستوى عال من الالتزام الشخصي، يعتبر التعافي هدفاً قابلاً للتحقيق

 



loader
 
قـلوبنا معك غـزة