أشهر بائعة فلافل "الحاجة أم زهير" تروي تفاصيل صناعتها لـ"القرص الشعبي"

 


في الحي الشرقي بمدينة طولكرم بدأت رائحة قلي الفلافل تتسلل الى الشوارع والزقاق كما العادة في كل يوم، فما كان من الطفل علي الا أن قال لوالدته " يما هاي فتح محل الفلافل بدي أروح أشتري"، خرج علي متوجهاً الى احدى المحال القريبة من منزله، ثم ما لبث أن وصل وسلم على بائعة الفلافل الحاجة " أم زهير".


آمنة جبر 75عاماً لم تكن سنوات عمرها المتقدمة أن تحد بينها وبين العمل كبائعة فلافل، لكن ام زهيرهنا ليست كغيرها ممن اتخذوا هذه المهنة مصدر رزق لهم، بل هي سبيل العمل الوحيد لها بعد وفاة زوجها الذي كان يعمل نفس المهنة ولا تجيد غيرها كيف توفر مصروف بيتها واحتياجاتها.


تقول أم زهير انها تاتي ليلاً الى مطعمها المتواضع فتقوم بتحضير عجينة الفلافل و " الصاج" الذي تقلي فيه، وفي اليوم التالي تبدأ بتحضيره وبيعه للزبائن، وتبين الحاجة جبر انها تعلمت هذه المهنة عندما كانت تذهب لتساعد زوجها في المطعم سابقاً لكنها وبعد وفاته اضطرت للعمل فيها مجددأً، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، سيما أنها لم ترزق من زوجها بأبناء يعيلونها.


باتت ام زهير معروفة في الحي والاحياء القريبة منها بمذاق فلافلها المميز، وهذا ما يؤكده أبو اسلام أحد سكان المنطقة والذي يقول" ان الحاجة تحضر الفلافل بخلطة مميزة يظهر أثرها على طعم الأقراص، وغالبية المنطقة تفضل ام زهير لنظافتها وبساطتها اضافة الى محبة الصغار لها لحسن تعاملها"، وحسب ابو اسلام فان ابناءه يتسابقون الى الحاجة ام زهير حينما أطلب منهم الذهاب لشراء الفلافل منها.


في ظل الظروف الظروف الاقتصادية الصعبة سجلت الحاجة امنة جبر بعملها هذا قصة نجاح جديدة تضاف الى قصص النجاح الفلسطينية، لتبرهن على ان ظروف الانسان لا يمكن لها أن تقف عائقاً أمامه، وعلى الرغم من قل مبيعاتها الا أن روحها الجميلة وتعاملها الحسن هو ما يؤكل مع الفلافل، وعندما فرغنا من اعداد هذا التقرير تركنا الحاجة بعد أن تذوقنا أقراص فلافلها الساخنة وهي تقول لمراسل دنيا الوطن " تعالوا عندي دايماً يا ستي".



loader
 
قـلوبنا معك غـزة