قرية دير سمعان الاثرية في فلسطين

قرية دير سمعان: قرية أثرية بيزنطية في فلسطين، تتربع على قمة تلة ارتفاعها 350 مترا عن سطح البحر، بمساحة مبناها الأثري الذي يبلغ حوالي 3 دونمات. تقع على بعد ثلاثة كيلومترات من الشمال الغربي لبلدة كفر الديك، في منتصف المسافة بين بلدتي كفر الديك ودير بلوط غرب محافظة سلفيت، وهي منطقة يعود عمرها التاريخي إلى أكثر من 1600عام.

 

اكتشاف قرية دير سمعان الاثرية

بدأت أعمال التنقيب عن هذا الدير في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وعند تنظيف المكان من الأتربة تم الكشف عن أرضية مرصوفة بالفسيفساء. والتي لم يتبقَ منها سوى إطلالة تصور للزائر عظمة هذا الدير ودقة تصميمه.

يضم الدير أكثر من 12 غرفة، ومعصرة للزيتون وأخرى لصنع النبيذ، ومطحنة للحبوب. كما ويضم بداخله بقايا أربعة خزانات مائية تتصل ببعضها البعض مع قنوات تمتد إلى جانب الواجهات الحجرية وتحت الأرضيات الفسيفسائية. ويضم أيضاً معبداً، ومخازن للحبوب ومرابط للخيل. في الجهة الجنوبية للدير ما تزال واحدة من الغرف المفصولة عن أسوار الدير باقية بشكلها الأصلي، فيما يطل شباك غربي من داخل هذه الغرفة على ثلاث برك مائية، نحتت في الصخور الصماء على غرار برك سليمان في بلدة أرطاس جنوب بيت لحم.

تضم قرية دير سمعان أيضاً، ساحة دائرية كبيرة وواسعة تسمى البيدر، استخدمت لأعمال تخليص الحبوب من سنابلها ولأغراض التدريب العسكري. أما في الجانب الغربي لهذا البيدر الكبير شقت قناة بعمق متر تقريباً في الصخور وبعرض حوالي ثلاثين سم وبطول عشرة أمتار، تؤدي إلى البرك الثلاث داخل البيدر. وفي الجانب الشرقي الشمالي للبيدر توجد ساعة شمسية يتوسطها صليب، وبحسب تقديرات الباحثين فإن هذا الدير كان ديراً يزود باقي المحميات البيزنطية بالمؤن.

 

الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني يهدد قرية دير سمعان الاثرية

احتلت بلدة كفر الديك عام النكسة، ومع وقوع الدير بين ثلاث مستوطنات هي: (إيلي زهاف، بدوئيل وليشم الجديدة) ضمن المناطق المصنفة (ج) حسب اتفاق أوسلوجعلها أكثر عرضة للسطو الاستيطاني. ومع التوسع الاستيطاني، وبناء جدار الفصل العنصري على أرض الدير عزلت بشكل كامل وكلي، وتحولت إلى خراب لعدم السماح بدخولها. ولعل من أبرز ما يتعرض الموقع له، سرقة حجارته لتغيير معالم الموقع، واستخدام الحجارة في رصف الشوارع الاستيطانية.

تزخر محافظة سلفيت بمئات المعالم الأثرية، التي تتنوع ما بينِ أحياء قديمة، وخِربٍ وعِزَب، ومقاماتٍ. وهو ما جعلها صيداً ثميناً بالنسبة للصوص والعابثين إلى جانب الاحتلال. وتشير وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أن عدد المواقع الأثرية في المحافظة يبلغ نحو 140 موقعا، تعود لحضاراتٍ متعاقبةٍ وأزمنةٍ مختلفة، كالآشورية والرومانية والإسلامية والصليبية، فيما تضم أراضي المحافظة 32 مقاماً وقبراً أثرياً.

 

قرية دير سمعان الاثرية بالصور

 



loader
 
قـلوبنا معك غـزة