انتظرته والدته 20 عاماً : الممرض الشهيد "محمود عليان" .. حلُم بأن يكون ملاك رحمة فاستعجل لقاء ربّه .. (صور) 

 

إلى جميع الأخوة والأخوات في عناتا، ضاحية السلام المخيم، حد زعلان من حد يسامحه لأنو هلقيت أي حد إحتمال يكون شهيد".. " واني اراها قريبة وما هي الا أيام معدودة فقط" .. كانت هذه المنشورات أخر ما قام الشهيد محمود سعيد عليان بنشره على صفحة الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك. 

 

 

رصاصة مطاطية أصابته أثناء مشاركته في مسيرة قرب مستوطنة بيت إيل في ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات لتكتب نهاية محمود عليان " 20 عاما " من بلدة عناتا الواقعة شمال شرق مدينة القدس.

هتف محمود "يا أم الشهيد نيالك يا ريت امي بدالك"، فأصبحت أمه كذلك والتي رزقت به بعد إنتظار دام 20 عاما وقد عاش يتيماً بعد وفاة والده في وقت مبكر من عمره، لينهي الإحتلال حياته مساء يوم الخميس متأثراً بجراحه، التي أصيب بها قبل أكثر من أسبوع. 

إختار شهيدنا مهنة التمريض ليمارسها بكل تفاني ولكن الرصاصة التي أصيب بها قد استقرت في رأسه من الجهة اليسرى وتسببت بدخوله في غيبوبة، بعد أن هشمت جزءا من جمجمته وأدت لتلف في الدماغ، فكان من الصعب على زملاء مهنه من التدخل وإنقاذ حياته. 


وبكى صديقه الشهيد فلحق في ركبه، فقد نشر الشهيد محمود عليان قُبيل إستشهاده صور لصديقة الشهيد محمود حاتم يودعه بها معقباً عليها " الله يرحمك ويجعل مثواك الجنة يا رب .. ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون " .. وشارك أيضا في مراسم دفنه .. فقد كان شهيد يودع شهيد. 


استشهد المحمودان فداء الوطن .. ليتركوا خلفهم الدموع والحصرة في قلوب ذويهم وأصدقائهم، فوالدة عليان وحسب شهود عيان تعاني من صدمة عصبية منذ اللحظة الاولى لتلقيها نبأ إصابته وحتى الأن بعد إستشهاده، وأصدقائه ينشرون على صفحته الخاصة على الفيس بوك كلمات موجعة تعبر عن حزنهم العميق على صديقهم الشهيد. 

فكتب صديقه بكلمات بسيطة وصادقة " والله يخوي نيالك اخدت شهادة الكل بتمناها ... والله من يوم يومك بتحب الوطن ... وين ما في مسيرة الاقيك اول الناس فيها ... كنت طيب وحنون وين ما تشوف واحد بحتاج مساعدة كنت اضلك معو وتساعدو لبين ما تطمن عليه ... كنت انت تحلم بالشهادة ومنشوراتك كانت واضحة كتير". 

وهنئه أخر بالشهادة قائلاً " صراحة يابن العم ما عندي اشي احكيلك اياه غير مبروكة عليك الشهادة.. رفعت راس فلسطين بالاول ورفعت راسنا.. كنت تنادي زمان يم الشهيد نيالك يا ريت امي بدالك.. وربك اعطاك يلي بدك اياه.. رح نشتاقلك يا عرق عيني.. اسكنك الله في فسيح جناته.. وعقبالنا يا رب.. حبيبي يخوي".


وعبر ثالثهم عن حزنه طالباً السماح من الشهيد " يخوي وجعت قلي ورحت بكره رح زفك شهيد ورح نشيعك ونصلي عليك بكليتك كلنا نفخر فيك رحت شهيد رح اشتاقلك اذا زعلتك بتمنا تسامحني بحبك يخوي ". 
 
يذكر أن محمود نقل صباح أمس الخميس إلى مستشفى “أوسوتا” الإسرائيلي في “تل أبيب”، بهدف إجراء عملية لإزالة فتات الجمجمة، ولكن الشهادة كانت أقرب.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 


loader
 
قـلوبنا معك غـزة