ضغطة زر .. أشعلت الهبة الجماهيرية !

 


مع تصاعد وتيرة الأحداث في الضفة الغربية  و قطاع غزة، و استمرار المواجهات منذ ايام من الشباب الفلسطينيّ الرافض كل أنواع الممارسات اللاانسانية و البشعة التي تمارس بحقه



انهالت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تنديداً بتلك الممارسات ، ناقلةً الصورة من الواقع الافتراضي إلى مواجهات فعلية على الارض مع قوات الاحتلال في مختلف المدن و المناطق.



و انطلاقاً من إيمان الشباب بحقه و تجذره على هذه الأرض ، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالعبارات و التغريدات ، التي تحمل معاني ولهجات متعددة ، تنديداً بما يقوم به الاحتلال ، فقد ساهم النشطاء الاعلاميون في زرع بذرة الخوف و الترقب في قلب الرأي العام الاسرائيلي.

"دنيا الوطن" استطلعت أراء الشباب في الضفة الغربية و قطاع غزة ، عن مدى أهمية الحرب النفسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في نجاح الهبة الجماهيرية بتعدد أشكالها.



الناشط الشبابي واجد النوباني من اللٌبن الشرقية جنوب نابلس ، يرى أن تكرار النشر و المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي طبيعي جداً ، مما يثير مشاعر الناس للانتفاض و الخروج في المواجهات و المظاهرات ، خصوصاً أهالي الضفة الغربية لشعورهم بمدى الظلم الواقع عليهم من المستوطنين.

مضيفاً :" العالم من حولنا لا يراعي مدى حساسية القضية الفلسطينية ، فالاحتلال لديه أساليبه في اثبات رواياته ، فالتغريدات المكتوبه او المصورة بالللغتين العربية و الانجليزية نسبتها قليلةُ جداً ، وبالتالي الصورة المنقولة للعالم الخارجي ضعيفة ".



و نوّه النوباني ان الحرب النفسية التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطينيّ هي حرب مدروسة و استطاعوا ايصال ما يريدونه للعالم من خلال اعلامهم الموجّه.



فيما أشارت الناشطة الاعلامية أسماء العواودة من الخليل خلال حديثها أن مواقع التواصل الاجتماعي لها دور كبير في توضيح الصورة و فهم الواقع ، بالاضافة الى سرعة الوصول ومعرفة الاحداث الجارية .



تقول العواودة :" نجد أن وسائل التواصل أصبحت اسرع أداة للتأثير على الحالة للنفسية ، إما بزيادة وتيرة التفاعل و الحس بالواقع ، او العكس و الشعور بالإحباط و الحذر، فهي مناخ مفتوح تعصف فيه الأفكار و المعلومات ".



أداة تعبئة

يكاد يكون رأيي الناشط الشبابي كرم أبو زنادة من مدينة غزة يتفق مع رأيي العواودة حيث يرى ابو زنادة أنّ مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في الأحداث الجارية فيما زرعته في نفوس الشباب الفلسطيني من خلال ما تم تناقله من صور لما جرى من مواجهات على المناطق الحدودية للقطاع.



و تابع :" الحرب النفسية على مواقع التواصل الاجتماعي تتميز بروح الانتماء للقضية ، فمعظم التغريدات تحاكي الأوضاع التي تعيشها المنطقة منذ حوالي أسبوعين، فهناك نشطاء يقومون بالكتابة باللغتين العبرية و الانجليزية  و التي تعتبر أداة اخرى للضغط على العالم الخارجي و دعوته للتحرك ".



أما الناشطة وفاء عاروري من جامعة بيرزيت فترى أن مواقع التواصل بكافة أشكالها سهلت للمواطن الفلسطيني الحصول على الخبر ، و انتشار الاخبار بكثافة و بطريقة مؤلمة أحياناً شكلت رد فعل مباشر مما أدى الى انتقالها لمواجهات على الارض.



و قالت عاروري :" الاعلام الاجتماعي وسيلة مؤثرة و فعالة  ، و هي وسيلة جيدة للتأثير على العالم و الضغط على إسرائيل ، و لكن لا غنى عن أرض الواقع لأن الهبة الجماهيرية بالنهاية هي لأرض الواقع و ليس العالم الافتراضي".



ثورة الشباب الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي ، أثرت بشكل كبير على اجهزة الأمن الاسرائيلية مما دفعها لمنح تراخيص للمستوطنين و تسهيلات غير مسبوقة في حمل السلاح ، و اتخاذ وحدة خاصة لمراقبة الفلسطينيين الذين ينوون تنفيذ العمليات ، كما ذكر مواقع عبرية بإنشاء اكثر من 5000حساب "فيسبوكي" لمراقبة النشطاء الشباب الفلسطيني.



و بحسب بيان أصدرته  وزارة الصحة الفلسطينية بالشهداء الجدد ترتفع حصيلة الشهداء، منذ اندلاع الهبة الشعبية ، مطلع الشهر الجاري، إلى 30 شهيدا، بينهم 7 أطفال في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبين الشهداء 19 شهيدا من الضفة المحتلة و11 من قطاع غزة .



وقالت حنان عشراوي الناشطة الفلسطينية المخضرمة وهي من كبار أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية :  “المفاوضات لم تحقق شيئا ولا طائل من ورائها. القيادة الفلسطينية فقدت التأييد. والناخبون الفلسطينيون يشعرون بإحباط شديد ، وحدث فقدان للأمل ، مما دفع الشباب الفلسطيني للانتفاض ".



ورغم ذلك فإن بعض الفلسطينيين يتساءلون عما ستؤول إليه موجة العنف الحالية، والتصعيد الإسرائيلي الذي يضيق الخناق على الفلسطينيين بشتى السبل.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة