صدور اول كتاب علمي فلكي في غزة‎

 

 

إن المتأمل قليلًا في بعض البيانات العلمية لرأينا معًا ولتخيلنا سويًا حيث من المتعارف عليه أنَّ دولة فلسطين واحدة من دول العالم الصغيرة المتواجدة بين قارتي أسيا وافريقيا، و قارتي أسيا وأفريقيا جزء من كوكب الأرض يدور حول الشمس، وشمسنا واحدة من أكثر من 100 بليون نجم في مجردة درب التبانة، ومجرتنا هي واحدة من حوالي 40 مجرة في المجموعة المحلية، والمجموعة المحلية هي جزء من واحد صغير من المحلي الكبير جدًا، والذي هو بطبع واحدٌ صغيرٌ من الكون، فما هو مقدارنا سؤال يطرح نفسه؟!، وما هو مقدار غزة ؟! ، التي تفاجئنا هي وأبنائها كل يوم أكثر من ذي قبل!

 

لا يمكن للعالم أجمع أن ينكر النوابغ العربية والإسلامية في كافة أطراف العالم وأزمنته وعوالمه فلا يمكننا نسيان أن العرب هم أهل العلم وأساسه في كافة المجالات العلمية المتفرقة فمنهم الرازي وابن سيناء والخوارزمي والطوسي والبتاني وغيرهم ومنهم العربي وحتى الفلسطيني بالرغم من كل ما يمر به ما يحدث له من مصائب جمة وعراقيل مرعبة في حياته إلا أنه مصمم على البقاء وهذا ما نراه حينما يذكر أن ثلث مجهود العالم أجمع ينسب إلى الفلسطيني الدكتور عصام النمر الذي يعتبر عالما في وكالة ناسا رحمه الله!

 

وها هنا نحن اليوم نقف على عتبة التاريخ مرة أخرى فبرغم مما يمر على الشعب الفلسطيني من بلاءٍ ومصائبٍ لا تعد ولا تحصى، وبالرغم من كل الإعاقات والأزمات والحصار المفروض على الشعب الفلسطيني يفاجئنا شبابه بما لا يمكن توقعه!

 

فخير مثال لهذا، الشاب الفلسطيني من غزة، المحاصرة بكل شيء، يخرج لنا مؤلفًا لكتاب مدخل إلى علم الفلك، والذي أشرف عليه العالم سليمان بركة من وكالة ناسا وحامل كرسي اليونسكو في فلسطين، وبهذا يعتبر مؤلفنا صاحب 23 سنة أصغرُ مؤلفٍ علميٍ لهذا الجيل!

 

وقال في الكتاب الدكتور بركة إنَّ الفلسطيني في الماضي والحاضر والمستقبل عنده قدرة هائلة لصنع النجاح، وتم إهدائنا أول تليسكوب متطور نسبيًا من رئيس الاتحاد الدولي للفلك، ليبدأ علم الفلك للهواة وللطلبة من حينها في فلسطين، وانتهت مقابلتنا مع الاتحاد العالمي للفلك، ماذا بعد!؛ الآن هناك ستة مجموعات هواة للفلك في غزة والضفة، هذا بفضل الله وثقتي به، وحقيقة تؤكد سرعة إنجاز النجاح للشباب الفلسطيني، كان أفضل نموذج لهذه الظاهرة الطالب صبح وجيه القيق، لقد حضر كبقية الطلبة مادة تم تدريسها في قسم الفيزياء في جامعة الاقصى، بعنوان مقدمة في علم الفلك والفيزياء الفلكية.

 


هذا الطالب يحفظ كتاب الله، والذي أعطاه مواهب كثيرة ومتعددة، حيث أنَّ جهده، وتفكيره، ورؤيته أن قام بأخذ ملخص المحاضرات، وأضاف، ونقَّح، وأغنى المادة بما يناسبها، وعمل من فصل دراسي واحد كتابًا!، وعرضت كتابه على الزميل الأستاذ الدكتور حسن محمد باصرة؛ رئيس قسم العلوم الفلكية في جامعة الملك عبد العزيز، والذي قام مشكورًا بتدقيق محتواه، وأوصى بتشجيع الطالب.
أما الكتاب فيتألف من اثني عشر فصلًا، غطت مواضيع تتراوح بين المشاهدة، والحسابات الفلكية، وبعض المعلومات عن مقدمات في علم الفلك، والفيزياء الفلكية، والكوسمولوجيا، وأسال الله أن ينفع به مجتمعنا الفلكي الناشئ، وأن يواصل عطاءه، وإبداعه، مع دعائي له بالتوفيق والسداد.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة