28 عاما على استشهاد ناجي العلي

 

 

يصادف اليوم السبت، الذكرى الـ 28 لاستشهاد رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير ناجي العلي، وصاحب الرسم "حنظلة" الذي تحول إلى رمز فلسطيني.

وولد ناجي سليم العلي عام 1937 في قرية الشجرة بين طبريا والناصرة، ثم هجر مع أهله عام 1948 إلى لبنان، ليعيش في مخيم عين الحلوة، حيث تعرض لعدة عمليات اعتقال اعتاد خلالها الرسم على جدران الزنازين، أعقبها انتقاله لطرابلس وزواجه من فلسطينية لاجئة من بلدة صفورية أنجبت له أربعة أولاد.

وبدأت شهرة ناجي بعد أن شاهد الأديب غسان كنفاني ثلاثة رسوم له خلال زيارته لمخيم عين الحلوة، فنشر له رسما (خيمة تعلو قمتها يد تلوح) في مجلة الحرية، وكانت أولى رسوماته المنشورة، وتبعتها آلاف الرسومات وشهرة واسعة.

ورغم أن ناجي درس الميكانيكا، إلا أن موهبته أتاحت له العمل محررا ورساما ومخرجا صحافيا في مختلف الصحف، فكانت البداية من صحيفتي الطليعة والسياسة الكويتيتين، قبل أن يعود للبنان مجددا ويعمل مع صحيفة السفير اللبنانية.

وبعد اجتياح بيروت؛ عاد ناجي إلى الكويت مجددا وعمل في صحيفة القبس، ومنها سافر إلى لندن واستقر فيها، لكنه بقي متمسكا بعمله مع الطبعة الدولية لصحيفة القبس.

وأنتج العلي 40 ألف رسم كاريكاتوري، ومنعت كثير من رسوماته من النشر، لكن بعض الشخصيات ظلت ثابتة في رسوماته حتى صارت مرتبطة بناجي وفنه، وكان أبرزها "حنظلة" الذي يقول عنه ناجي، إنه "ولد في العاشرة من عمره وسيظل في العاشرة من عمره، وهو الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية".

وظل حنظلة منذ حرب تشرين عام 1973 يدير ظهره ويعقد يديه خلف ظهره، وعندما سئل "متى سنرى وجه حنظلة"، أجاب، "عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته".

كما اشتهرت رسومات أخرى لناجي، مثل شخصية فاطمة المرأة الفلسطينية التي لا تهادن، وزوجها الكادح والمناضل النحيل ذي الشارب، كبير القدمين واليدين مما يوحي بخشونة عمله.

ومقابل هاتين الشخصيتين، كانت شخصيتا الرجل السمين ذو المؤخرة العارية ولا أقدام له، وقال ناجي إنه يرمز به للانتهازيين والقادة المرفهين، وشخصية الجندي الإسرائيلي طويل الأنف، الذي يكون في أغلب الحالات مرتبكا أمام حجارة الأطفال وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية.

وتعرض ناجي العلي لإطلاق نار بتاريخ 22/تموز/1987، أثناء توجهه لمقر جريدة القبس في لندن، حيث اعترضه شخص ذو شعر أسود أشعث وكثيف، يرتدي سترة جينز، أخرج السلاح من تحت ثيابه وأطلق رصاصة على ناجي أصابته في رأسه، ليدخل بعد ذلك في غيبوبة حتى وفاته بتاريخ 29/آب من العام نفسه.

تجدر الإشارة إلى أن صحيفة الاتحاد الحيفاوية نشرت في أيلول من عام 2000 مقالا للكاتب بشير شلش بعنوان "ناجي العلي الغزال الذي جف دمه"، قال فيه إن صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية نشرت لائحة بالعمليات الاستخبارية التي نفذتها أجهزة إسرائيل، وكان منها تصفية الفنان ناجي العلي في ضاحية ويمبلدون.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة