لحظة ولادة "زهوة عرفات" وقصة القنبلة في المستشفى ؟ وماذا قال أبو عمّار ؟

 

 

كتبت السيدة ريموندا الطويل


قبل 20 عامًا تناقلت وسائل الإعلام العالميه باهتمام، أنباء ولاده طفلة في المستشفي الأمريكي في باريس، وكان المستشفى محاطًا بالحراسات الفرنسية الخاصه، كانت الحراسات على الأسطح وعلى مداخل المستشفى، والمروحيات العسكرية تحلق فوق المشفى، القناصة لم يغادروا أسطح المباني المحيطة، وعمليات تفتيش وتحقق من هويات القادمين الى المستشفى لم يسبق لها مثيل.

في هذا اليوم كان الجو في باريس مشحون بالخوف والرعب والتهديدات، والانفجارات في مترو باريس... باريس في هذا الصيف الحار كانت تبدو وكأنها ساحة حرب، انفجارات وقعت في كل مكان  ولكن من هي هذه الطفلة التي شغلت العاصمة باريس.

كان التكتم من رجال الأمن والسياسة، ولكن بعد يوم واحد انتشر الخبر، حراسات أكتر تشديدًا على الشوارع والمداخل والأسطح، نزل من السيارة رئيس الشعب الفلسطيني ياسر عرفات، بطريقته العسكريه، وهيبته، محاط بالأمن الشديد، وتوجه الى الجناح التي كانت  قد رأت به النور ابنته زهوة ياسر عرفات.

سلمت سهى الطفله لوالدها بدمعة على وجنتيها قالت بحنان، ابنتك يا ياسر، وأصبح على وجهه نورًا ،وكان على وجهه ابتسامه لم أرها بحياتي، قال هذه هي زهوة، هي أمي، تبارك الله، زهوة أبو السعود، ابنة أبو السعود المقدسيه، هي والدة ياسر عرفات رحمها الله، عندها عرف الناس  في المستشفي الأمريكي، أن هذه الحراسات هي لياسر عرفات الذي كان يزرور الرئيس الفرنسي جاك شيراك، بزيارة رسمية في اليوم الثاني لولادة ابنته، وأن الحراسات كانت لابنة وزوجه ياسر عرفات.

عندما عرف الخبر في كل فرنسا في وسائل الاعلام، اتصل مجهول بالمستشفي يخبر عن وجود قنبلة، وقال أحذركم، إن القنبلة موجوده الآن في جناح السيدة سهى عرفات، وستنفجر بعد لحظات.

في هذه الحظات تحرك الأمن متل البرق، وانتشر في كل مكان، لحظات أصبح المستشفى ثكنة عسكرية للجيش الفرنسي الخاص، الذي جلب أدوات الكشف عن المتفجرات، وقد أخذت زهوة ولفت بسترة واقيه ضد الرصاص، وأخذت الى جناح آخر بسرعة كبيرة، والأطباء أسرعوا في نقل سهى الى الجناح الآخر من المستشفي، في سريرها لأنها أنجبت بعمليه قيصرية، وطلبوا من كل الممرضات فورًا تفريغ الجناح من المرضى، والخوف كان مسيطر على المرضى والأطباء، والجيش، والحرس في كل المستشفى.

كنا لا نزال نرتدي الأسود حدادًا علي زوجي داود الطويل، والد سهى الذي توفي في نفس المستشفى، قبل شهر من ولادة زهوة، كانت سهي قد أتت من غزه لتكون قرب والدها، الذي كان مريضًا جدًا وكانت تطلب منه أن لا يذهب عند ربه قبل أن يرى زهوة ولكن القدر عاجله قبل أن يراها.. عيد سعيد يا زهوة ،مبارك عيدك العشرين، أتمنى أن تكون حياتك، وحياة شعبك بسلام، ان شاء لله تتحقق أمنيه والدك الحبييب ياسر عرفات، في أن يضع شبل من أشبال فلسطين، علم فلسطين على أسوار القدس، ومآذن القدس وكنائس القدس.

 


loader
 
قـلوبنا معك غـزة