مفطرات الصوم في رمضان

 

 

للصوم أركان وشروط يجب الالتزام بها ليصح صومنا، فإذا كان شرط قبول الصيام المحافظة على إقامة الصلوات الخمس في موعدها، فهناك أركان لقبول الصوم وسلامته، وهناك مفطرات عديدة لابد من التعرف عليها والابتعاد عنها لتتحقق أركان الصوم، ففي الجنة باب يقال له «الريان» يدخل منه الصائمون يوم القيامة ولا يدخل منه أحد غيرهم.

 

إذا صدر أحد أنواع مفطرات الصوم عن شخص غير متعمد الإفطار، فهنا يكمل الصيام لعدم علمه بأمره، وإذا خرجت مفطرات الصوم من شخص جاهل لا يعلم أيضاً بشأن هذه المفطرات وهو قاصر أيضاً يصح له الصيام، أما إذا خرجت من شخص يعلم بأمر المفطرات وقام عمداً بفعلها، فصومه غير مقبول، فأباح الله عزّ وجلّ الأكل والشرب حتى طلوع الفجر، وأمر بإتمام الصيام إلى مغيب الشمس.

 

مفطرات الصوم وأنواعها
من المتعارف عليه أن المفطرات تتمثل في الأكل والشرب والجماع، والدليل على ذلك قوله تعالى: «فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ»، والتوضيح فيما يلي:


1- الجماع: من أغلظ أنواع المفطرات لوجوب كفارة فيه، ومن أكبر مفسدات الصيام جماع المرأة في نهار رمضان، والدليل على ذلك عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: «بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت، قال: ما لك؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، وفي رواية: أصبت أهلي في رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، قال: فهل تجد إطعام ستين مسكيناً؟ قال: لا، قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما نحن على ذلك أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بعَرَق فيه تمر، والعرق: المكتل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين السائل؟ قال: أنا، قال: خذ هذا فتصدَّق به، فقال الرجل: على أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، ثم قال: أطعمه أهلك» متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1936).

 

2- الأكل والشرب: يعتبر الأكل والشرب من المفطرات، سواء أكان حلالاً أم حراماً، وسواء أكان نافعاً أم ضاراً، وسواء أكان قليلاً أم كثيراً، وعلى هذا فشُرب الدخان مفطر.

 

3- الاستمناء: إنزال المني بلذة، فإذا أخرجه الإنسان باختياره مباشرة أو بلذة فسد صومه؛ لأنه من الشهوة التي أمر الصائم أن يدعها، كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- السابق أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «... يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي»، ولكن ليس فيه كفارة؛ لأن الكفارة تكون في الجماع بشكل خاص.

 

4- ما كان بمعنى الأكل والشرب: الإبر التي يُستغنى بها عن الطعام والشراب، وهي الإبر المغذية، أما الإبر غير المغذية فلا تفسد الصيام، سواء أخذها الإنسان بالوريد أو بالعضلات؛ لأنها ليست أكلاً أو شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب.

 

5- إخراج الدم بالحجامة: إخراج الدم بالحجامة يفطر الصائم، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلّم: «أفطر الحاجم والمحجوم»، فإذا احتجم الرجل وظهر منه دم فسد صومه، وفسد صوم من حجمه، إذا كانت بالطريقة المعروفة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلّم- وهي أن الحاجم يمص قارورة الدم، أما إذا حجم بواسطة الآلات المنفصلة عن الحاجم، فإن المحجوم يفطر، والحاجم لا يفطر.

 

6- القيء عمداً: إذا تقيأ الإنسان عمداً، كأن يدخل إصبعه في حلقه ليُخرج ما في معدته فسد صومه، وإن غلبه القيء ليس عليه شيء، حيث قوله عليه الصلاة السلام: «مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنِ اسْتَقَاءَ فَلْيَقْض»، وفي لفظ آخر قال: «ومن استقاء فعليه القضاء».

 

7- خروج دم الحيض أو النفاس من المرأة: إذا خرج من المرأة دم الحيض أو النفاس، ولو قبل الغروب بلحظة فسد الصوم، وإن خرج دم النفاس أو الحيض بعد الغروب بلحظة واحدة صحَّ صومها، والدليل على ذلك قول رسول الله: «أَلَيْسَ إذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ».

 

8- استنشاق الدخان أو البخور بقصد يفسد الصيام: إذا كان الاستنشاق عن قصد، أو تعمّد الصائم ذلك، فسد صيامه.

 

9- الكفر: أي الارتداد عن دين الإسلام و«سب الدين».

10- عدم الطهارة: إذا لم تتطهر الصائمة من الجنابة أو الجماع بعد وقت الظهيرة وهي مستيقظة بطل صيامها.



loader
 
قـلوبنا معك غـزة