كيف بدأت قصة السنافر ؟

 

 

 

استعد البلجيكي بيبر كوليفورد للمقابلة الوظيفية التي تنتظره، كانت الوظيفة مساعد طبيب أسنان في بروكسل البلجيكية، جرب ارتداء قميصه السماوي للمرة الحادية عشر الذي اشتراه خصيصًا لهذه المقابلة، استيقظ مبكرًا جدًا جاهزًا للمقابلة، بحث عن محفظته التي يضع فيها بطاقته ونقوده، لكن لم يجدها.

 

قلب الغرفة رأسًا على عقب لكن دون أي جدوى، فتش عنها في كل مكان بلا نتيجة أيضًا، كان الوقتُ يمر سريعًا جدًا، كانت المرة الوحيدة التي فكر فيها تحطيم ساعته التي ورثها من عمّه، ليضع حدًا لنزيف الوقت. لم يبقَ على موعده سوى ساعة فقط والحافلة التي ستنقله تحتاج إلى 40 دقيقة.

 

كان في حيرة من أمره هل يواصل البحث أم يذهب ؟ ، لو واصل البحث لن يدخل المقابلة لتأخره، ولو ذهب لن يدخل فلا يحمل إثباتاً لهويته. قرر أن يذهب لكن الحافلة تأخرت أكثر عن نصف ساعة، ووصل إلى الموعد متأخرًا ربع ساعة. وجد موظف قال له:" لن تحصل على هذه الوظيفة، من لا يحترم الوقت لن يجد من يحترمه وأخرجه!".

 

خرج والدمع في عينيه، عاد الى منزله يجر أذيال الخيبة، فاضطر الى قبول عرض آخر تلقاه لشغل وظيفة في أستوديو للرسم، فوافق وهذا كله لأجل تسديد التزاماته المادية المتراكمة، لم يكن العرض مغريًا، كان الدوام طويلًا والراتب لا يفي بالحاجة.

 

لكن بيبر وجد نفسه في أستوديو يستحضر حبه للرسم الذي ابتعد عنه فترة طويلة من الزمن، رجع الى هذه الهواية، وعمل مع رسامين مبدعين في مجلة لرسوم الأطفال وحقق نجاحًا كبيرًا. وعُرف باسم ( بيبو ) في سلسلة ( جون وبيوت ) الكوميدية. وفي ذلك الوقت ظهرت شخصية كارتونية ابتكرها باسم ( السنافر ) حققت هذه الشخصية نجاحًا مدويًا. انتقلت من عالم الورق الى التلفزيون، ومن ثم مؤخرًا الى السينما. ومنذ عام 1958 وحتى هذه اللحظة باتت السنافر في كل مكان، وبكل اللغات تهتف لها قلوب الصغار والكبار.

 

تخيلوا لو وجد ( بيبر ) محفظته في الوقت المناسب لربما أصبح مساعد طبيب أسنان مغمور، سيموت ولن يعلم عن موته أحد، لكنه مات عام 1992 حيث اتشحت الصحف البلجيكية بالسواد، وتعاملت مع وفاته كما تتعامل مع رحيل الزعماء والقادة.

 

ان ما حدث لبيبر مع وظيفة مساعد طبيب أسنان قد يحدث مع أي منّا دون أن ندري، قد نخسر شيء لنربح آخر أفضل !



loader
 
قـلوبنا معك غـزة