الكثير منا يخلط بين الارتجاج والجلطات الدماغية، إلا إن الأخيرة ذات تأثير أكبر على أعضاء الجسم، عزيزى القارىْ إليك تلك المعلومات عن ارتجاج الدماغ عليك معرفتها لتقى حالك إن لزم الأمر.

 

إن ارتجاج الدماغ هو أحد أنواع إصابات الدماغ، وهو أقل أشكال هذه الإصابات شدةً، ومن الناحية الفنية يمكن القول إنه فقدان مُؤقّت لوظيفة الدماغ الطبيعيّة نتيجةً لإصابةٍ على الرأس، ولكن الناس اعتادوا على استعمال هذا التعبير لوصف أى إصابةٍ غير خطيرةٍ فى الرأس أو الدماغ.

 

يعتبر ارتجاج الدماغ إصابة مألوفة فى الألعاب الرياضية. كما أنه يُمكن أن يحدث نتيجةً لضربةٍ على الرّأس، أو بسبب إصابة الرأس عند السقوط.

 

قد يعانى المصاب بالإرتجاج من صداعٍ أو ألم فى الرّقبة. وقد يعانى من الغثيان، أو من طنينٍ فى الأذُن، أو من دَوخةٍ، أو من شعورٍ بالتّعب. وقد يُصاب بحالةٍ من الذّهول، أو بأنّه ليس فى حالته الطبيعيّةِ، يستمرّ ذلك الشّعور عدّةَ أيامٍ أو عدة أسابيعٍ بعد الإصابة. وعلى المصاب أن يستشير الطبيب إذا شعر بأنّ الأعراض تزداد سوءاً، أو إذا عانى من أعراضٍ أكثر خطورةً كالنّوبات العصبيّة أو اضطرابات المشى أو النّوم.

 

قال باحثون كنديون: إن أى ضربة قوية على الرأس من شأنها ان تفقد الشخص وعيه (او ما يعرف باسم ارتجاج المخ) ويمكن أن تؤدى إلى تلف كبير فى نسيج المخ وهو ما يفسر أن بعض الأشخاص الذين يتعرضون لإصابات بالرأس لا يعودون أبدًا كما كانوا.

 

وقال الباحثون أنه كلما كانت الإصابة أشد كان الضرر أكبر فى نسيج المخ. وقال الدكتور بريان ليفاين من جامعة تورونتو الذى نشرت دراسته فى دورية "علم الأعصاب" إن مثل هذه الضربات التى تسبب فقدانا للوعى تحدث تلف أكبر وأوسع نطاقا مما كنا نتوقعه.

 

وقال ليفاين: "عندما تتعرض لضربة على الرأس فإنها تتسبب فى رد فعل كيميائى عصبى فى خلايا المخ بما يؤدى إلى موت خلايا". "وكلما ماتت خلايا اكثر قل النسيج لديك".

 

وقال ليفاين: إن كمية النسيج المفقودة تبدو مرتبطة بحدة الإصابة وطول فترة غياب الشخص عن الوعى بعد الضربة.

 

وينجم ارتجاج المخ عن ارتطام الرأس بشيء، ويؤدى هذا الارتجاج إلى عطل وقتى أو دائم فى نشاط المخ وفعالياته المتعددة، أى أنه يترك آثارا عقلية وجسمانية ونفسية.

 

وما يحدث فى الارتجاج هو انزياح المخ العابر فى جوف القحف، وهذا الانزياح لا يعطى أى علامات أو تبدلات تشريحية يمكن رصدها بالأشعة أو بالتصوير الطبقى المحورى. لا أحد يعرف ماذا يحصل للدماغ عند تعرضه للارتجاج، وكل ما فى الأمر ان المخ يصاب بعطل طارئ يمكن أن تترتب عنه إشكالات صحية كثيرة.

 

 

ويتمظهر ارتجاج المخ بعوارض وعلامات آنية ومستقبلية منها:

فقدان الوعى الجزئى أو الكلى.

 

اضطرابات فى الذاكرة، مع صعوبة فى تحديد الزمان والمكان والاتجاهات، وعدم القدرة على التعرف إلى الآخرين حتى المقربين من المصاب. ظهور بوادر الدهشة والاستغراب على المصاب.

 

صداع مع الإحساس بالدوار وعدم الاستقرار.

 

الغثيان والتقيؤ.

 

الشكوى من طنين فى الأذن ومن اضطرابات بصرية.

 

بطء فى ردود الفعل وفى الرد على الأسئلة مع طغيان تشتت الانتباه.

 

اضطراب فى الشخصية، يتباين من شخص إلى آخر. فقد يعانى المصاب انفعالات متقلبة، أو نوبات جنون العظمة. أو قد تظهر عليه نوبات الغضب والعدوانية والكراهية. أو قد يتحول المريض من شخص مسؤول طموح إلى آخر عديم الاكتراث لا يبالى بأى شىء.

 

وهناك مصابون يتغيرون بين ليلة وضحاها، من أشخاص أقوياء أكفاء إلى ضعفاء لا يقوون على شىء. وهناك من يصابون بالثرثرة، قد يطغى عليهم الصمت المطبق. وأيضا هناك أشخاص يتحولون من متفهمين منطقيين إلى متزمتين متشبثين بآرائهم حتى لو كانت خاطئة

 

 

وهذه المظاهر لا تظهر كلها عند المصاب نفسه وإنما يظهر بعضها. وفيما يتعلق بخطر الارتجاج فهو أيضا ليس واحدا عند المعرضين له، وبصورة عامة يمكن تصنيف الارتجاج ثلاث درجات:

 

الدرجة الأولى، وفيها يكون ارتجاج المخ خفيفًا، والمصاب به يكون فى حال اختلال ذهنى، غير أنه لا يعانى فقدان الوعى أو ضياعا فى الذاكرة.
الدرجة الثانية، ويكون الارتجاج معتدلا، والمصاب مختلاً ذهنياً مع ضياع فى الذاكرة، لكنه فى كامل وعيه.
الدرجة الثالثة، ويكون الارتجاج شديدا ويترافق مع فقدان الوعى كليا.

 

متى نراجع الطبيب

 

ينبغى على المصاب بارتجاج الدماغ، أو من يهتم بأمره ممن حوله، أن يراجع الطبيب إذا لاحظ أى علامة من العلامات التالية:

 

صداع يستمر أكثر من ساعة أو ساعتين
مشاكل فى الرؤية
دوار
غثيان وإقياء
صعوبة فى التوازن
تشوش الوعي
فقدان الذاكرة
طنين فى الأذنين
صعوبة فى التركيز

 

 

ينبغى على المصاب بارتجاج الدماغ أن يلتمس الإسعاف إذا ظهرت الأعراض التالية على الشخص المصاب:

 

الاختلاجات أو التشنجات، وهى تقلصات وتصلب لا إرادى فى العضلات، وهذا ما يحدث عادة أثناء فقدان الوعى.
عدم القدرة على السمع أو التذوق أو الرؤية
صعوبة فى فهم المعلومات
ضعف أو تنميل فى اليدين أو الرجلين
كلام متداخل أو صعوبة فى العثور على الكلمة "المناسبة"
إقياء متكرر

 

من المهم أن يعرف الإنسان أن هناك حالات نادرة، لكنها ممكنة، يتصرف فيها من يتعرض لإصابة على رأسه بشكل طبيعى تماماً لعدة ساعات، بينما تكون الخَثْرَة الدموية فى مرحلة التشكل فى دماغه. ثم يبدأ ظهور الأعراض عندما تكبر هذه الخَثرة. لذلك فإن التحقق من سلامة المريض كل ساعة أو ساعتين أمر مهم جداً حتى فى رُضوض الرأس التى تبدو لنا خفيفة.

 

ينبغى على من يريد التحقق من سلامة المصاب بارتجاج الدماغ أن يقوم بما يلى:

 

أن يطرح عليه أسئلة للتتأكد من أنه قادر على تحديد مكان وجوده،أن يطلب منه أن يحرك ذراعيه ورجليه للتأكد من عدم إصابتهما بالضعف الباكر، أن يفحص الحدقتين لديه للتأكد من تساويهما فى الحجم، وأن إحداهما لا تزيد عن الأخرى فى الاتساع.

 

إذا لم تظهر أى أعراض على المريض خلال اثنتى عشرة ساعة فلا حاجة لأى فحوص إضافية.

 

 

الراحة التامة لمدة أسبوع حل مثالى للتخلص من الارتجاج



loader
 
قـلوبنا معك غـزة