سبب إطلاق الملك فاروق لحيته

وكشفت الصحيفة فى سلسلة مقالاتها النادرة كواليس حكمه ورحيله، والذى تحدث فيها عن علاقته بالحاكم الجديد آنذاك محمد نجيب ورؤيته لمستقبل مصر.

فى هذه الحلقة من صنداى هيرلد، تحدث الملك السابق فاروق عن سبب إطلاق لحيته، فكتب قائلًا فى مذكراته كما قالت الصحيفة:

قبل طلاقى من فريدة أطلقت لحيتي، وانتشرت الشائعات السخيفة فى مصر وخارجها. قالوا فاروق يطلق لحيته ليعزز فرصة أن يصبح خليفة.

لقب الخليفة يحمله الزعيم الروحى للعالم الإسلامى، ورغم أنه منصب ذا قوة، وربما مرغوب لدى البعض، فإن أبى كان يرى أنه ليس من الحكمة أن يسعى ملك مصر إليه، وعلمنى فى عمر صغير ألا يكون هذا جزء من طموحى فى المستقبل، كما لم يكن فى ماضيه".

وياصل: "لم يكن فى مقدورى فى تلك الأثناء أن أفسر لأى شخص لماذا أطلقت لحيتى. لم يكن حقيقى أننى فعلت ذلك لإخفاء جرح فى وجهى حتى قالت إشاعات إن من أصابنى به هو زوج غيور. إذا كان هذا حقيقى فكان يجب أن يظهر التشوه اليوم، وهذا لم يحدث.

سأعترف اليوم لأول مرة لماذا أطلقت تلك اللحية.

كان ذلك لأننى كنت قد قررت فى قلبى أن أطلق زوجتى الملكة فريدة وأردته أن يكون طلاقًا نهائيًا لا رجعة فيه.

وكمسلم جيد، تعهدت أن أقسم لنفسى أننى أؤمن أن قرارى صحيح، ونحن لا نجد شيئًا أكثر قيمة لنقسم به من لحيتنا.

عندما أقسمت على لحيتى طلقت زوجتى، ثم كان على أن أبحث عن ملكة آخرى لعرش مصر. لا يستطيع الملك أن يكون عازبًا، لأن تأثير الملكية على الوطن هو تأثير أسرة وليس شخص واحد".

ويختتم حلقته قائلًا: "تحدثت لكل أصدقائى الموثوق بهم، وقلت لهم إننى أبحث عن زوجة.

قلت لهم: "الفتاة لا يجب أن تكون من الأرستقراطيين، كل ما أطلبه هو أن تكون من بيت جيد ومتدين وأنها هى شخصيًا يكون بمقدورها إسعادى والوفاء لى".

أولًا، أى فتاة يمكن أن تكون مناسبة لتصبح ملكة مصر يجب أن تكون صغيرة فى السن.

كان من الضرورى ألا تكون حولها دائرة من التابعين الذين من الممكن أن يستغلوا موقعها ليبحثوا لأنفسهم عن مكاسب شخصية. ملكة مصر يجب ألا تشارك فى العمل السياسى.

ثانيًا، هى وعائلتها يجب أن يكونوا تمامًا فوق مستوى الشبهات، وبعيدًا عن أى فضائح. من المستحيل لملك شرقى أن يمنع الإشاعات الشريرة التى ينشرها أعدائه عنه، ولكنه يستطيع على الأقل أن يأخذ احتياطات كى لا يصب بنزين على النار".