لا لعملية شفط الدهون في حال البدانة المفرطة
قبل سنوات كانت عمليات التجميل، ومنها عملية شفط الدهون استثنائية نظراً إلى المخاوف التي تسببها والمضاعفات التي قد تنتج عنها. حالياً أصبح شفط الدهون، تماماً كأي عملية تجميل، من العمليات السهلة التي يمكن اللجوء إليها دون خطر سواء لخسارة الكيلوغرامات الزائدة والتخلّص من الدهون المكدّسة في مواضع معينة، أو حتى لتغيير شكل الجسم من خلال إزالة الدهون غير المرغوب فيها من مواضع معينة وحقنها في أماكن أخرى في الجسم بشكل متناسق. لكن رغم سهولة شفط الدهون بالتقنية الحديثة، تبقى للعملية محاذير لا يمكن إهمالها. كل ما يجب معرفته عن عملية شفط الدهون قبل اللجوء إليها وما يمكن أن يثير مخاوفك أو يشجعك على الخضوع لها، تحدث عنه تفصيلاً الطبيب اللبناني الاختصاصي في جراحة التجميل في Beirut Beauty Clinic روجيه خوري الذي أوضح انه لا خطر في عملية شفط الدهون في حال الالتزام بمعايير السلامة التي وضعتها الجمعية العالمية لجراحة التجميل.
- كيف تتم عملية شفط الدهون؟
من خلال ثقب نجريه في الجلد، نصل إلى طبقة الدهن ويتم شفطها بآلة خاصة .
- هل تجرى بالتخدير العام أو الموضعي؟
كانت عملية شفط الدهون تجرى بالتخدير العام فيحصل نزف أحياناً. الآن صارت أكثر سهولة حيث يحقن الموضع المعني بالماء مع مستحضر خاص لنفخ الطبقة الدهنية والتخدير فيصبح الشفط أكثر سهولة. ففي الوقت نفسه يتم التخدير وتُسد الشرايين لتجنب النزف الذي كان يحصل في السابق. وهذه التقنية تعرف بWet Technique ولا يشعر فيها من تجرى له العملية بالألم، كما هي الحال في التقنية الجافة. حالياً، يكون التخدير موضعياً إذا كانت تجرى في موضع واحد، ويكون نصفياً في حال الشفط من مواضع عدة في الجسم.
- هل يمكن أن يلجأ كل من يعاني زيادة كبيرة في الوزن إلى عملية شفط الدهون في سبيل خسارة الكيلوغرامات الزائدة؟
في عملية شفط الدهون، تُعالج طبقة الدهن التي تحت الجلد وهي طبقة سطحية. أما في حال الزيادة الكبيرة في الوزن ووجود كميات كبيرة من الدهن في الجسم، فعملية شفط الدهون ليست الحل. فهي لا تهدف إلى التنحيف وليست الحل للأشخاص الذين يعانون السمنة. بل يجب خفض الوزن أولاً ثم اللجوء إليها. هي الحل للأشخاص الذي يعانون زيادة بسيطة في الوزن. لذلك لا أنصح الذين يعانون بدانة مفرطة باللجوء إليها.
- هل هناك ما يشكل عائقاً أمام نجاح شفط الدهون لدى أشخاص معيّنين؟
نتيجة عملية شفط الدهون لا علاقة لها بالسن أو بكمية الدهن التي يتم شفطها بل بطبيعة الجلد. فإذا كان الجلد من النوع المترهّل، يصعب أن تنجح العملية لان الجلد سيبدو مترهّلاً أكثر بعدها. فالهدف من العملية شفط الدهون دون أن يظهر ذلك ودون أن يبرز الترهّل في الجلد. علماً أنه من المفترض أنه بقدر ما تكون المرأة أصغر سناً يكون الجلد مشدوداً أكثر فتكون النتيجة أفضل.
- لدى خسارة الكيلوغرامات الزائدة بعد البدانة المفرطة، يترهّل الجلد. هل هذا يعني أن نتيجة العملية ليست جيدة لدى الأشخاص الذين خسروا وزناً ويسعون إلى إزالة الدهون المتبقية بالعملية؟
صحيح أن الشخص الذي يعاني بدانة مفرطة ويخسر الكيلوغرامات الزائدة، يعاني ترهّلاً واضحاً في الجلد. لكن في هذه الحالة أيضاً يمكن اللجوء إلى العملية شرط إجراء عملية شد الجلد في المواضع المعنية في الوقت نفسه.
- هل يمكن اللجوء إلى العملية في فترة الخضوع لحمية؟
من الأفضل إجراء كل عمليات التجميل لدى ثبات الوزن لأن التغيير في الوزن يؤثر على فاعلية العملية . لكن أحياناً قد تشكل عملية شفط الدهون حافزاً لخفض الوزن أكثر حيث يأتي المريض ويكون قد خفض وزنه بنسبة معينة فيجري العملية ليشعر بفارق مهم في وزنه وشكله مما يشكل حافزاً له ليخفض وزنه أكثر بعد العملية.
- هل يمكن شفط الدهون من مواضع عدة في الوقت نفسه؟
نادراً ما تجرى عملية شفط الدهون لموضع واحد. ففي معظم الأحيان يرغب من يجريها شفط الدهون من مواضع عدة في جسمه. علماً أنه لا مشكلة في شفط الدهون من مواضع عدة في الجسم شرط الالتزام بنسبة الدهون التي سمحت الجمعية العالمية لجراحة التجميل بإزالتها والتي لا تتخطى نسبة ١٠ في المئة من وزن الجسم، لتجنب الأخطار التي قد تنتج عن المبالغة والحفاظ على سلامة المريض. من جهة أخرى يمكن شفط كمية الدهون هذه كلّها من موضع واحد إذا كانت كلّها متجمّعة في الموضع نفسه.
- ما المواضع التي يمكن شفط الدهون منها؟
يمكن شفط الدهون من كل مواضع الجسم بما فيها الوجه والكتفان والذراعان والصدر. وتجدر الإشارة إلى أن عملية شفط الدهون لا تساعد على التخلّص من الدهون فحسب، بل تسمح بتغيير الشكل. حيث يمكن تغيير شكل جسم المرأة ليصبح أنثوياً أكثر من خلال إزالة الدهون من مواضع معينة وحقنها نفسها في مواضع أخرى.
- هل تجرى عملية شفط دهون كاملة للوجه؟
تكون كمية الدهون الموجودة في الوجه قليلة عادةً. لذلك، هناك تقنية مختلفة عن عملية شفط الدهون وهي تقنية تذويب الدهون Lipo Dissolve Technique ويحقن فيها الوجه أو الذقن بمستحضر مصنوع من زيت الصويا يعمل على تذويب الدهون. علماً أنه قد تجرى جلسات عدة بحسب كمية الدهون التي يجب التخلّص منها حيث يمكن إزالة ملم واحد في كل جلسة فقد تكون هناك حاجة إلى جلستين أو ثلاث.
- هل من مواضع تكون فيها نتيجة العملية أفضل من مواضع أخرى؟
يختلف الأمر بحسب طبيعة الجلد. لكن بشكل عام الجلد في الظهر لا يترهّل. أما الجهة الداخلية من الفخذ، فعلى العكس تترهّل كثيراً وبسهولة. أما إذا كان الجلد لا يتجاوب في العملية فيمكن شفط كمية أقل من الدهون وبطريقة سطحية للحصول على نتيجة فضلى ولشدّ الجلد بشكل أفضل.
- ما مدة العملية؟
تختلف مدة العملية بحسب عدد المواضع التي تجرى فيها. وبشكل عام تصل المدة إلى ساعتين أو ثلاث.
- هل ثمة حاجة إلى المكوث في المستشفى بعد العملية؟
لا ضرورة لذلك.
- هل من إجراءات معينة تتخذ بعد العملية؟
ترتدي المرأة المشد بعد العملية لمدة أسبوعين. كما يمكن استعمال كريمات معينة في المواضع التي تعالج لتجنب الازرقاق الناتج عن العملية.
- متى يمكن العودة إلى الحياة الطبيعية وممارسة أي نشاط جسدي؟
لا تتأثر الحركة بالعملية إلا لدى شفط كميات كبرى من الدهون في حال الزيادة الكبيرة في الوزن. أما في حال شفط كمية معتدلة من الدهون، فيمكن العودة إلى الحياة العادية خلال يومين وممارسة الرياضة بعد أسبوعين من العملية.
- هل تسبب العملية ألماً؟
يشبه الألم الناتج عن العملية الإحساس الذي ينتج عن كدمة في المواضع المعنية.
- وهل تترك العملية أثراً في الجلد؟
يظهر ازرقاق في المواضع التي تم شفط الدهون منها ويزول خلال أسبوع إلى عشرة أيام. كما تترك العملية أثراً بسيطاً هو عبارة عن الثقب الصغير(٥ ملم كحد أقصى)الذي يجرى لشفط الدهون. لكن يكاد ألا يكون ظاهراً ويكون في موضع غير بارز. كما أن نتيجة العملية تستأهل والأثر الناتج عنها ليس شيئاً مقابل الفارق المهم في الشكل. وتجدر الإشارة إلى أنه تتوافر حالياً تقنية شفط بواسطة آلة تشفط الدهون دون حاجة إلى يد الجراح. وهذا ما يساعد في تخفيف الورم والألم والازرقاق. وهذه الآلة مناسبة بشكل خاص لشفط الدهون من البطن كون الدهون تكون قاسية فيه مما يزيد العملية صعوبة ويسبب المزيد من الألم والتورّم.
- هل يلاحظ فرق في الوزن والشكل مباشرةً بعد العملية؟
معظم الذين تجرى لهم العملية يشكون في البداية من أن شكلهم لم يتغيّر وكأنهم لم يخضعوا لعملية شفط الدهون. في الواقع يسبب انحباس الماء في المواضع التي تم شفط الدهون منها إلى انتفاخ كما لو أن العملية لم تُجرَ. لكن النتيجة الفعلية للعملية تظهر بعد شهر فيلاحظ الفرق في الشكل والوزن بعد فقدان الماء.
- هل يمكن أن تتكدس الدهون مجدداً في الجسم في حال زيادة الوزن؟
عملية شفط الدهون نهائية وتسمح بالتخلّص من الخلايا الدهنية نهائياً في المواضع التي تم شفط الدهون فيها. لكن في حال زيادة الوزن، يمكن أن تتكدس الدهون في مواضع أخرى في الجسم حتى إذا لم تكن تتكدس فيها الدهون سابقاً. وهذا ما قد يعتبر مزعجاً. لكن هذا دليل على أن العملية نهائية وتقضي نهائياً على الخلايا الدهنية ولا يمكن أن تعود في الموضع نفسه. علماً أن الإنسان يولد بمخزون معيّن من الدهون في الجسم وفي حال إزالته من موضع معيّن من الطبيعي أن يتحوّل إلى موضع آخر.
- هل تتكدس الدهون بسهولة في تلك المواضع الباقية حتى في حال الزيادة البسيطة في الوزن؟
يجب الحفاظ على ثبات الوزن بعد العملية لتجنب تكدس الدهون في مواضع أخرى. لكن تتكدس الدهون بعد العملية بشكل عادي لا بشكل مبالغ فيه. حيث أن الزيادة البسيطة في الوزن لا تؤثر ولا تظهر، لكن عندما يزيد الوزن أكثر من خمسة كيلوغرامات، من الطبيعي أن تظهر الدهون في موضع معيّن.
- ما الحالات التي قد تشكل فيها العملية خطراً على حياة المريض؟
لا تشكل عملية شفط الدهون خطراً على حياة المريض شرط الالتزام بمعايير السلامة التي وضعتها الجمعية العالمية لجراحة التجميل. وفي أقصى حد يمكن أن ينتج عن العملية هبوط في ضغط الدم.
- ماذا عن حالات الوفيات التي نسمع عنها جراء الخضوع للعملية كما حصل مع الممثلة المصرية الراحلة سعاد نصر؟
من المؤكد أنه تم شفط كمية من الدهون تتخطى المعدل المسموح به مما سبب الوفاة. كما انه يمكن أن يحصل ذلك كخطأ طبي في حال التخدير العام والشفط من مواضع مختلفة من الأمام والخلف مع عدم الانتباه إلى طريقة التخدير. ففي حال شفط ٢٠ كيلوغراماً من الدهون مثلاً تكون هناك حاجة إلى حقن كمية مضاعفة من الماء وهذا ما قد يشكل خطراً.
- ثمة آلات حديثة يقال أن لها مفعول عملية شفط الدهون نفسه دون جراحة. هل يمكن الحصول على نتيجة العملية نفسها باستعمال الآلة؟
لا يمكن أن تكون للآلة الفاعلية نفسها التي للعملية، خصوصاً أنها لا تمس بالجسم. كذلك بالنسبة إلى الآلات التي تعمل على تدليك الوزن والتي تهدف إلى تسهيل عملية التخلّص من السوائل في الجسم ولا تسمح بالتخلّص من الدهون.
