تصوير الدماغ يكشف عن حقائق جديدة حول انفصام الشخصية
كشفت دراسةٌ حديثةٌ، حولَ تصوير الدِّماغ, عن مظاهر غير طبيعيَّة في المادة البيضاء في أدمغة الأشخاص الذين يُعانون من انفصام الشخصيَّة.
استخدم باحِثون نوعين من تصوير الدِّماغ: تنظير الطَّيف بالرنين المغناطيسيّ, والذي يقيس مستويات مواد كيميائيَّة مُعيَّنة في الدِّماغ, والتصوير بنقل المَغنطَة, الذي يتحرَّى عن التغيّرات في مستوى المَيالين في المادة البيضاء في الدِّماغ.
تصوير الدماغ يكشف عن حقائق جديدة حول انفصام
قال مُعدُّوا الدراسة إنَّه يجب عزلُ الخلايا العصبيَّة عن طريق المَيالين, من أجل نقل الإشارات بشكلٍ فعَّال من جزء في الدِّماغ إلى جزء آخر.
قال المُعدُّ الرئيسيُّ للدراسة الدكتور دوست أونغور, من كليَّة هارفارد للطبّ: "إنَّ المفهومَ الذي يقول بأنَّ دماغَ الإنسان، الذي يُعاني من انفصام الشخصيَّة، يتَّسمُ بمظاهر غير طبيعيَّة في الوصلات بين مناطق الدِّماغ البعيدة ليس جديداً؛ ولطالما أشارت الدراساتُ حول تصوير الدِّماغ، والتي تستخدم تقنيَّة تصوير مُوتِّر الانتشار (نوع من التصوير بالرنين المغناطيسي), إلى أنَّ المادة البيضاء حيث تنقل هذه الوصلات تكون غير طبيعيَّة في هذه الحالة".
"لكن، لا نمتلك الأدواتِ التي تُحدِّدُ ما إذا كانت هذه المظاهر غير الطبيعيَّة موجودة في محاور الخلايا العصبيّة, أم في غمد المَيالين حول المحاور, أم في كليهما".
وجد الباحِثون دليلاً على مظاهر غير طبيعيَّة في كلٍّ من المَيالين ومحاور الخلايا العصبيّة (بروزات الخلايا العصبيَّة) عند مرضى انفصام الشخصيَّة الذي يُعدُّ اضطراباً نفسيّاً خطيراً. كما وجد الباحِثون, وعلى وجه التحديد, نقصاً في تكوُّن مَيالين سُبل المادة البيضاء عند الأشخاص الذين يُعانون من انفصام الشخصيَّة، وانتشاراً غير طبيعيٍّ لنوع من الجُزيئات الصغيرة يُدعى ن- أسيتيل أسبارتات أيضاً, ويُعتقد أنَّها توجد بشكل رئيسيّ ضمن الخلايا العصبيَّة.
قال أونغور: "إنَّ النتائجَ مهمَّة، لأنَّها تُشيرُ إلى أنَّ الملامح غير الطبيعيَّة في المادة البيضاء عند مرضى انفصام الشخصيَّة, مُعقَّدة ومُترابطة مع بعضها بعضاً. قد نحتاج إلى إستراتيجيَّة للتأثير في صحة محاور الخلايا العصبيَّة وتركيب الميالين, من أجل إعادة الوظيفة الطبيعيَّة إلى المادة البيضاء في هذه الحالة".
قال الدكتور جون كريستال: " تُقدِّم هذه الدراسةُ دليلاً جديداً على أنَّ الملامحَ غير الطبيعية في تكوُّن المَيالين، عند مرضى انفصام الشخصيَّة, تترافق مع اضطرابات في التكامل الوظيفيّ للمادة البيضاء. وبما أنَّ المادةَ البيضاء مسؤولة عن الاتصالات بعيدة المدى في الدِّماغ, لذلك تُثير هذه النتائجُ الحالية أسئلة جديدة حول التأثير الوظيفيّ والمُعالجة لهذه الحالات من العيوب العصبيَّة".
